آراء ومقالات

أحببت أن أدلو بدلوي في موضوع بالغ الأهمية

اخوتي الأحبة ❤️
أحببت أن أدلو بدلوي في موضوع بالغ الأهمية
وهو رعاية حرمة المؤمن إذا اختلف معك في موضوع معين أو تفسير معين.
جماعة من الإخوة المؤمنين كتبوا نقداً يخص رفع صور لمخالفين أنكروا ولاية أهل البيت ومقاماتهم ووالوا أعداءهم وقتلتهم، ووضع تلك الصور وسط صور شهدائنا الذين استشهدوا من أجل الإمام الحسين (ع) أو مع صور بعض علمائنا في طريق الأربعين، ونقدوا بعض التصرفات التي لا تتلائم وأجواء الحزن والعزاء على سيد الشهداء كالموسيقى وما شاكل.
وفي الحقيقة أنا مع هذا النقد (نقد رفع صور المخالفين ـ بأي اسم تسمّوا ـ والفعاليات التي صاحبتها من الموسيقى وما شاكل)، وتوجيه المرجعية برفع صور الشهداء إنما يخص شهداء الدفاع الكفائي حيث ارتبطوا بقضية الإمام الحسين (ع) ودافعوا عن قبته السامية.

فثارت ثائرة بعض إخوانهم عليهم، وبدأوا بتوجيه الإهانات والسباب والشتائم والتسقيط والتنكيل والاتهامات البعيدة عن الورع والدين وروابط الإخوة الإيمانية، لا لشيء، فقط لأنهم أبدوا رأياً في موضوع معين، بل وصل الأمر إلى التهديد، فقد رأيت أحدهم يقول: والله إلا نفضحهم ونكشف زيفهم !!

ولي بعض التعليقات على ذلك :
أولاً : النقد الذي أبداه بعض الإخوة – اتفقنا معه أو اختلفنا – لا علاقة له بمفروغية دعم القضية الفلسطينية والوقوف مع مظلومية شعبها، لأنّ النقد جاء لمعالجة جزئية محددة، لذا فصاحب النقد لم يخالف بيانات المرجعية ولم يشرك بالله العظيم.

وأحب هنا أن أنوّه إلى أمر :
إنّ الوقوف مع القضية الفلسطينية لا يقتصر على طريقتك، فلكل شخص طريقته في الوقوف مع القضية وليس لأحد فرض طريقته على الآخرين، ولا داعي للتخوين والاتهامات والتهريج !!
فقد تراه بالنشر وقد يراه آخر بالمقاطعة التي هي واجبة شرعاً مع أنّ الأولى ليست واجبة.

ثانياً : لو رجعنا إلى تراث أهل البيت (ع) وقرأنا شيئاً عن حال المؤمن الموالي ومنزلته في كلام المعصومين وما يترتب على سبه وهتك حرمته وإهانته، وعن حال المخالفين وما هو موقف الأئمة (ع) منهم، لما تجرّأنا وهاجمنا المؤمن لأجل (صورة مخالف)، ولكن مع الأسف بعضنا يعيش الأمية في هذا المجال، ولو رجع إلى زيارات الإمام الحسين (ع) وتأملها لكفاه ذلك!
وأما بيانات مراجعنا الكرام فينبغي قراءتها بذكاء لا بأمية قاتلة، لأنّ المراجع لا يخالفون كلمات الأئمة (ع).

ثالثاً : أفتى فقهاؤنا الأعاظم بحرمة سب المؤمن وإهانته وإذلاله وغيبته، بل عدوا ذلك من الكبائر، بينما البعض منا ينشر منشوراً ـ بداعي الحرص على الدين وقضايا الأمة ـ ليكون مجزرة لسمعة المؤمنين وكرامتهم.
نعم الذي له مشروع ابتداعي أو إضلالي فله حكم آخر.

رابعاً : لبعض من عرفوا بالنقد أقول :
لماذا نقدك ـ الممتد لشهرين تجاه ما تسميها بالممارسات الخاطئة في الشعائر ـ حلال، ونقد غيرك لجزئية معينة – لم يقم بها الشعائريون وإنما جهة سياسية مليئة بالأخطاء والخطايا – حرام ؟!
ما هو المعيار الذي أجاز لك أطناناً من النقد وحرّم على غيرك النقد ولو لمرة واحدة ؟!
ولماذا نقدك تقوى وإصلاح ونقد غيرك فتنة وتفريق للصف ؟!

خامساً : البعض نصّب نفسه ميزاناً للحق، هو ينقد كل من يشاء بل ينكل بكل من يشاء حتى لو كان الغير عالماً أو فاضلاً أو فقيهاً، وبمجرد أن يخالفه أحد من المؤمنين بفكرة، أو ينقد ممارسة هو يتبنّاها .. أخرجه من الدين وطرده من دائرة المؤمنين، ولا ندري هل يعتقد بأنه الصراط المستقيم أو أنه حبل الله المتين ؟!

وفي نهاية هذا الحديث أقول: فلنتقِ الله في ديننا وفي إخواننا، ولنكن مراعين لقواعد العقيدة والحكم الشرعي فيما ننشر (تأييداً أو نقداً).

فمن اقتنع بهذا الكلام فبها ونعمت، ومن لم يقتنع فلا داعي للجدالات والمناكفات.

– أبو تراب مولاي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى