أجوبة الشبهاتدين

أسباب، وأهداف، وثمرات النَّهضة الحسينيَّة

سأل الأخَوان الكريمان: علي حسن، ويونس داوود عن أسباب، وأهداف، وثمرات النَّهضة الحسينيَّة، والجواب لهما وللمتابعين:

النهضة الحسينيَّة : أسبابُها، أهدافُها، ثمارها

أساب النهضة:
كان الأمويُّون يريدون قتل هذا الدين في مهده، وحاولوا ذلك ما أمكنهم، فقديماً قال أبو سفيان (يا بنى أمية! تلقّفوها تلقف الكرة، فو الذي يحلف به أبو سفيان، ما من عذابٍ ولا حسابٍ، ولا جنَّةٍ ولا نار، ولا بعثٍ ولا قيامة)!
[شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج9ص53]

وكان معاوية يجهد في طمس ذكر النبيّ (ص) ومن ثَمَّ طمس الدين فكان يقول: (..إنَّ ابن أبي كبشة ليُصاح به كلَّ يوم خمس مرات :”أشهد أنَّ محمداً رسول الله” ، فأيُّ عملي يبقى، وأيُّ ذكرٍ يدوم بعد هذا لا أبا لك ! لا والله إلَّا دفناً دفناً)! [شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج5ص130]

وكان يزيد يجاهر بعناد أحكام الله تعالى فهو (رجلٌ ينكح أمهات الأولاد، والبنات، والأخوات
، ويشرب الخمر…).
[سير أعلام النبلاء للذهبيّ ج3ص324]

وكان خلفاء الجور الذين قبله يستترون بالمعصية خوف الرأي العام، أمَّا هو فلم يكن كذلك، قال البلاذريّ: (كان يزيد بن معاوية أول من أظهر شرب الشراب، والاستهتار بالغناء، والصيد واتخاذ القيان والغلمان، والتفكّه بما يضحك منه المترفون من القرود، والمعافرة بالكلاب والديكة).
[أنساب الأشراف للبلاذريّ]

والمتحصّل مما تقدّم: إنّ بني أمية كانت نيتهم وعزمهم هو القضاء على الدين واستبداله بما ينسجم مع منهجهم السلطوي المنحرف والذي لا يلتقي بالإسلام الأصيل إلا بالاسم.

أهداف النهضة:
كان لا بُدَّ أن يفضح الله تعالى هذا المنهج وتلك الخطة على يد إمامٍ معصومٍ، وبتخطيطٍ إلهيٍّ، فكانت نهضة الإمام الحسين (ع)، لتوقظ المسلمين من سكرتهم وتنبههم على أنّ إسلام السلطة غير إسلام محمد رسول الله (ص).
ولا بدّ أن تُفجع الأمة بفاجعة عظيمة لتعرف أنّ بني أمية ومن أسس لهم لا يمثلون إلا الانحراف عن الدين الحقيقي، وإلا لما عُمِد إلى قتل ابن رسول الله (ص) الذي أوصى به خيراً – عند جميع المسلمين – فكانت فاجعة الطف صبيحة العاشر من المحرم سنة 61 هجرية.

ثمار النهضة:
كانت للنهضة الحسينيَّة ثمارٌ كثيرةٌ أبرزها:
1- افتضاح المنهج الأموي وأنه لا يمثل الدين الحقيقي.
2. التمييز بين منهجين، منهج الإسلام الأموي الشكلي المنحرف والإسلام المحمدي الأصيل الذي يمثله خط أهل البيت (ع).
3- التعريف بالإمام الحسين (ع) وأهل البيت وقربهم من رسول الله (ص) في قلب دمشق، وفي قلب مسجدها، لمَّا خطب الإمام زين العابدين (ع) على أعواد المنبر خطبته المعروفة وأوضح الحقائق لأهل الشام، وبالتالي إيصال صوت الإسلام الأصيل إلى أبعد نقطة يمكن أن يصلها ذلك الصوت الذي حاول الأمويون إسكاته إلى الأبد.

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى