بعض الظواهر المنافية لروح الإسلام أصبحت من المشاكل الدائمة في أسواقنا مع الأسف، كالكذب والغش والأيمان المغلّظة المخالفة للواقع والكلام الفاحش وعرض ما ينافي الحياء والجهل بفقه المعاملات والمعاملات المحرمة والربوية ونظرة الحرام والكلام الحرام وغير ذلك.
فأمَّا الكذب فبعض البائعين لا يجد مشكلة في الكذب لأجل إقناع الزبائن، ويكفي في بيان قبحه ما ورد عن الإمام الباقر (ع): (إنَّ الله عزَّ وجلَّ جعل للشر أقفالاً وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب، والكذب شرٌّ من الشراب). [الكافي الشريف ج2 – ص339]
والغش، إما في نوع البضاعة أو جودتها أو بخلط الجيد مع الرديء منها أو بإخفاء عيوبها وغيرها من الطُرق، وقد ورد ذم شديد فيه، فقد روي عن الرسول (ص): (… ، ومن غَشَّ مسلماً في شراءٍ أو بيعٍ فليس مِنَّا، ويُحْشَرُ يوم القيامة مع اليهود، لأنَّهم أغشّ الخلق للمسلمين …. ومن بات وفي قلبه غِشّ لأخيه المسلم بات في سخط الله، وأصبح كذلك حتى يتوب، …). [أمالي الشيخ الصدوق ص515]
وكذلك في آثار الغش روي عن الرسول (ص): (ومن غشَّ أخاه المسلم نزع الله بركة رزقه وأفسد عليه معيشته، ووكله إلى نفسه) [وسائل الشيعة ج17 – ص283]
ويكفي في خطورة الربا ـ الذي أصبح شائعاً في أسواقنا ـ وعيد الله تعالى المرابي بحرب من الله تعالى ورسوله في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (*) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ).
وأما نظرة الحرام فأصبحت شيئاً طبيعاً لدى البعض مع العلم أنَّها في غاية القبح، فقد روي عن الرسول (ص) أنَّه قال: (ومن ملأ عينه من حرام ملأ الله عينه يوم القيامة من النار، إلا أن يتوب ويرجع) [أمالي الشيخ الصدوق ص515]
وكذا المُزاح المُحَرَّم الذي لا ينتبه إليه الناس من أساسه، فقد روي كذلك عن الرسول (ص): (… ، ومن فاكه① امرأة لا يملكها حُبِسَ بكل كلمة كلَّمها في الدنيا ألف عام في النار، …) [ثواب وعقاب الأعمال ص283] 1 فاكه: من المفاكهة أي المزاح.
وما هذا إلا تنبيه للمتصدّين لإصلاح المجتمع ليجدّوا ويجتهدوا في العمل لتنقية سوق المسلمين من هذه الآفات التي أحاطت به من كل جانب، وعسى أن يتذكّر من تورّط بها ويعود إلى الله تعالى بتوبةٍ نصوح.
#مجموعة_إكسير_الحكمة