على الخاص
السلام عليكم سيدنا وحبيبنا
سيد بما أننا نفتقد أن نكون في محضركم لبعد المسافة والاشغال بأمورنا العامة، ونحن من طلبة الجامعات فما وصيتكم لنا؟ وكذلك بما توصونا بحق أصدقائنا من الطلبة؟ ونسألكم الدعاء ونسأل الله أن يحفظ سماحتكم..
بسم الله الرحمن الرحيم
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اقرأ أبواب العشرة في كتاب وسائل الشيعة ففيها كنوز عظيمة من العلم، والخلُق، والإيمان، والعمل الصالح،
وإن عزمت على تطبيق ما فيها فإنك ستجد – بلطف الله تعالى – نقلةً كبرى في وضعك الروحي، واستقرارك النفسي، ونجاحك الاجتماعي.
ثم لك من بعد ذلك – إن شاء الله – من نعيم الآخرة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
أرجو أن تذكرني بدعائك وسأدعو لك وأزور عنك الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.
– سماحة السيد حسين الحكيم
الباب الأول – باب وجوب عشرة الناس حتى العامة بأداء الأمانة وإقامة الشهادة والصدق، واستحباب عيادة المرضى وشهود
الجنائز، وحسن الجوار والصلاة في المساجد.
1- روي عن معاوية بن وهب قال: قلت لأبي عبد الله (يعني الإمام الصادق عليه السلام): كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا، وفيما بيننا وبين خلطائنا من الناس؟ قال: (تؤدون الأمانة إليهم، وتقيمون الشهادة لهم وعليهم، وتعودون مرضاهم، وتشهدون جنائزهم).
2- روي عن أبي أسامة زيد الشحام أنّه قال: قال لي أبو عبد الله (يعني الإمام الصادق عليه السلام): (اقرأ على من ترى أنه يطيعني منهم ويأخذ بقولي السلام، وأوصيكم بتقوى الله عز وجل، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد (صلى الله عليه وآله)، وأدوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برا أو فاجرا، فإنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يأمر بأداء الخيط والمخيط صلوا عشائركم واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم، فإنَّ الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل هذا جعفري، فيسرني ذلك ويدخل عليَّ منه السرور، وقيل هذا أدب جعفر، وإذا كان على غير ذلك دخل عليَّ بلاؤه وعاره، وقيل هذا أدب جعفر، والله لحدثني أبي (عليه السلام) أنَّ الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي (عليه السلام) فيكون زينها آداهم للأمانة، وأقضاهم للحقوق وأصدقهم للحديث، إليه وصاياهم وودائعهم، تُسأل العشيرة عنه فتقول: مَن مثل فلان إنَّه آدانا للأمانة، وأصدقنا للحديث).
3- روي عن معاوية بن وهب قال: قلت له (أي الإمام الصادق عليه السلام) كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وبين خلطائنا من الناس ممن ليسوا على أمرنا؟ فقال: (تنظرون إلى أئمتكم الذين تقتدون بهم فتصنعون ما يصنعون، فوالله إنَّهم ليعودون مرضاهم، ويشهدون جنائزهم، ويقيمون الشهادة لهم وعليهم، ويؤدون الأمانة إليهم).
4- روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: (عليكم بالورع والاجتهاد، اشهدوا الجنائز، وعودوا المرضى، واحضروا مع قومكم مساجدكم وأحبوا للناس ما تحبون لأنفسكم، أما يستحيي الرجل منكم أن يعرف جاره حقه، ولا يعرف حق جاره).
5- روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: (عليكم بالصلاة في المساجد، وحسن الجوار للناس وإقامة الشهادة وحضور الجنائز إنَّه لا بد لكم من الناس، إنَّ أحدا لا يستغنى عن الناس حياته، والناس لابد لبعضهم من بعض).
6- روي عن عبد الله بن سنان أنّه قال: سمعت أبا عبد الله (يعني الإمام الصادق عليه السلام) يقول: (أوصيكم بتقوى الله ولا تحملوا الناس على أكتافكم فتذلوا، إنَّ الله عز وجل يقول في كتابه “وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا” ثم قال: عودوا مرضاهم، واحضروا جنائزهم واشهدوا لهم وعليهم، وصلوا في مساجدهم حتى يكون التمييز، وتكون المباينة منكم ومنهم).
7- روي عن خيثمة عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: (أبلغ موالينا السلام، وأوصهم بتقوى الله والعمل الصالح وأن يعود صحيحهم مريضهم، ولْيَعد غنيهم على فقيرهم، وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم، وأن يتفاوضوا علم الدين، فإنَّ ذلك حياة لأمرنا، رحم الله عبدا أحيى أمرنا، وأعلِمهم يا خيثمة أنا لا نُغني عنهم مِن الله شيئا إلا بالعمل الصالح، فإنَّ ولايتنا لا تُنال إلا بالورع، وإنّ أشد الناس عذابا يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره).
8- روي عن كثير بن علقمة أنَّه قال: قلت لأبي عبد الله (أي الإمام الصادق عليه السلام): أوصني، فقال: (أوصيك بتقوى الله، والورع والعبادة، وطول السجود، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وحسن الجوار فبهذا جاءنا محمد (صلى الله عليه وآله)، صلوا في عشائركم، وعودوا مرضاكم، واشهدوا جنائزكم، وكونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا، حببونا إلى الناس ولا تبغضونا إليهم فَجرّوا إلينا كل مودة، وادفعوا عنا كل شر…) الحديث.
9- روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: (ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس، والاستغناء عنهم، يكون افتقارك إليهم في لين كلامك، وحسن سيرتك ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك).
10- روي عن أبي أسامة أنّه قال: سمعت أبا عبد الله (يعني الإمام الصادق عليه السلام) يقول: (عليكم بتقوى الله والورع والاجتهاد، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الخلق، وحسن الجوار، وكونوا لنا زينا، ولا تكونوا علينا شينا) … الحديث.
الباب الثاني -باب استحباب حسن المعاشرة والمجاورة والمرافقة.
1 – روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنَّه قال: (مَن خالطت فإنْ استطعت أن تكون يدك العليا عليهم فافعل).
2 – روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: (وطِّن نفسك على حسن الصحابة، لمن صحبت وحسن خلقك، وكف لسانك، واكظم غيظك، وأقل لغوك، وتغرس عفوك، وتسخو نفسك).
3 – روي عن أبي الربيع الشامي أنَّه قال:
دخلت على أبى عبد الله (يعني الإمام الصادق عليه السلام) والبيت غاص بأهله إلى أن قال: فقال: (يا شيعة آل محمد اعلموا أنّه ليس منا مَن لم يملك نفسه عند غضبه، ومن لم يحسن صحبة، من صحبه ومن مخالقة من خالقه، ومرافقة من رافقه، ومجاورة من جاوره، وممالحة من مالحه…) الحديث.
4 – روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنَّه قال: (ما يعبأ بمن سلك هذا الطريق إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله، وحلم يملك به غضبه، وحسن الصحبة لمن صحبه).
5 – روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: (كان أبي يقول: ما يعبأ بمن يؤم هذا البيت إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: خُلق يخالق به من صحبه، أو حلم يملك به غضبه، أو ورع يحجزه عن محارم الله).
6 – روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: (ليس مِن المروة أنْ يحدّث الرجل بما يلقى في السفر من خير أو شر).
7 – روي عن عمار بن مروان قال: أوصاني أبو عبد الله (يعني الإمام الصادق عليه السلام) فقال: (أوصيك بتقوى الله وأداء الأمانة وصدق الحديث، وحسن الصحبة لمن صحبت، ولا قوة إلا بالله).
8 – روي عن المفضل بن عمر قال: دخلت على أبي عبد الله (يعني الإمام الصادق عليه السلام) فقال لي: (مَن صحبك؟ فقلت له: رجل من إخواني، قال: فما فعل؟ قلت: منذ دخلت لم أعرف مكانه فقال لي: أما علمت أنَّ مِن صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله الله عنه يوم القيامة).
9 – روي عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ثلاث مَن لم يكن فيه لم يتم له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله، وخلق يداري به الناس، وحلم يرد به جهل الجاهل).
10 – روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنَّه قال: (خالطوا الناس مخالطة إنْ مُتّم معها بكوا عليكم، وإنْ غِبتم حنّوا إليكم).
الباب الثالث – باب كيفية المعاشرة مع أصناف الإخوان.
1 – روي عن الإمامين الباقر والجواد (عليهما السلام) أنَّهما قالا: (قام إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) رجل بالبصرة فقال: أخبرنا عن الإخوان، فقال: (الإخوان صنفان، إخوان الثقة وإخوان المكاشرة، فأما إخوان الثقة فهم كالكف والجناح والأهل والمال، فإذا كنت مِن أخيك على ثقة فابذل له مالك ويدك، وصاف مَن صافاه، وعاد مَن عاداه، واكتم سره وأعنه واظهر منه الحسن، واعلم أيها السائل انهم أعز مِن الكبريت الأحمر، وأما إخوان المكاشرة فإنّك تصيب منهم لذتك، فلا تقطعن ذلك منهم، ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم، وابذل لهم ما بذلوا لك مِن طلاقة الوجه وحلاوة اللسان).



