فكر وثقافة

الأشهر المصيرية… فرصة لا تُعوَّض!!

ليست كل أيام العمر متشابهة، ولا كل الأزمنة سواء. فهناك محطاتٌ يصنع الله فيها الفارق، ومن أعظمها الأشهر الثلاثة: رجب، شعبان، ورمضان. إنَّها أشهرٌ مصيريةٌ؛ لأنَّ ربّ العالمين _ وهو العليم بطبيعة الإنسان وتقصيره _ جعل لنا مواسمَ للعودة، وفرصًا للتدارك، ومواقيتَ للإنقاذ.

الليل والنهار يعملان فينا، والعمر يمضي بصمت، بينما أكثر أعمالنا تذوب بانتهاء الدنيا، فليس كلُّ عملٍ عملاً، ولا كل جهدٍ بقاء؛ إنما العمل الحقّ هو ما يعبر معنا إلى الآخرة.
قد يبني الإنسان ناطحة سحاب، أو يؤسس أكبر شركة، لكنّه إنْ لم يربط ذلك بالله، بقي فقيرًا في ميزان الخلود.

الدورة التدريبيَّة
ولم يجعل الله ليلة القدر _ وهي خيرٌ من ألف شهر _ مفاجأةً عابرةً، بل مهّد لها بتربيةٍ زمنيةٍ دقيقة: جعلها في ليالٍ ثلاث، وسبقها بعشرين ليلة من التدريب، وجعل قبل رمضان شهرين عظيمين: رجب وشعبان، فمن أراد أنْ يُثمر شجر أعماله في ليلة القدر، فعليه أن يزرع بذورها من رجب.

رجب نهرٌ في الجنّة
ففي رجب يستحب الصيام، ففي الرواية ” رجب نهرٌ في الجنة أشدُّ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، من صام يوماً من رجب سقاه الله من ذلك النهر” [فضائل الأشهر الثلاثة للصدوق 23] احرص فيه على المستحبات والأدعية، فهي مفاتيح هذه المواسم، فكم من كنوزٍ فاتتنا لأننا لم نطرق أبوابها!

شعبان، إصلاح المعيشة
وشهر شعبان يستحب صومه أيضاً ” وما من عبدٍ يكثر الصيام في شعبان إلَّا أصلح الله أمر معيشته وكفاه شر عدوه، وإنَّ أدنى ما يكون لمن يصوم يوماً من شعبان أنْ تجب له الجنة” [فضائل الأشهر الثلاثة للصدوق 43]

شهر رمضان سيد الشهور
أما شهر رمضان فيكفيك منه قوله (ص):” أيها الناس إنّ هذا الشهر قد خصكم الله به وحضركم وهو سيد الشهور ليلة فيه خير من ألف شهر، تغلق فيه أبواب النار، وتفتح فيه أبواب الجنان، فمن أدركه ولم يغفر له فأبعده الله، ومن أدرك والديه ولم يغفر له فأبعده الله، ومن ذكرت عنده فلم يصلّ عليَّ فلم يغفر الله له فأبعده الله” [الكافي ج4ص67]

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى