تؤثر الهواتف الذكية سلباً بدرجات متفاوتة في البالغين، وبطبيعة الحال يكون التأثير أشد في الأطفال وفي مختلف النواحي؛ العضوية والنفسية والاجتماعية والدينية كذلك.
حيث تشير الدراسات للتأثير السلبي للشاشات على نمو أدمغة الأطفال ومهاراتهم الإدراكية فضلاً عن بعض أعضائهم مثل العين وأعصاب اليد، وإمكانية تعرّض الأطفال الذين يستخدمون الهواتف الذكية للإصابة بالتوحد أكثر من غيرهم، وقد تضاعفت أعداد الإصابة بهذا المرض في السنوات الأخيرة.
وأما في الجانب الاجتماعي فيتأثر الطفل تأثّراً ملحوظاً، حيث ينعزل عن الأسرة وهي البيئة الأولى له التي من المفترض أن تكون أول رافد له، فيتركها ويتعلم من مواقع الإنترنت على مختلف المصائب الموجودة فيها من ألفاظ ومشاهد خادشة للحياء تستهدف القيم والأخلاق بشكلٍ خفي وقد يكون بشكل علني!
وما يضاعف من تلك المخاطر هو أنّ الطفل لا يُميِّز بين الصحيح والخطأ فيكرر ما يشاهده ويسمعه، ومع الأسف فإنَّ بعض الآباء والأمهات يلجأون للهواتف لإسكات أطفالهم!
بينما نجد الدين الحنيف يشدّد على علاقة الأبوين بالأولاد ويوصي بتقريبهم وإظهار المحبة لهم لما في ذلك من أثر بالغ على نفسية الطفل وتنشأته، فقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (مَنْ قبَّل ولده كتب الله عز وجل له حسنة، ومن فرَّحه فرَّحه الله يوم القيامة). [الكافي ج٦، ص٤٩]
وقد وردت أحاديث كثيرة في تربية الأطفال والعناية بهم وتعليمهم على الصلاة والصوم ولو قليلاً حتى يتعوّدوا على الاستقامة والعبادات.
بل حتى اللعب مع الطفل له أثر عظيم ويزيد من علاقة الطفل بوالديه، والوقت معه ليس مهدوراً، بل هو لبناء مستقبله.
وعلينا أن لا ننسى أنّ الولد الصالح صدقة جارية، والولد غير الصالح بلاءٌ وعناء.
#مجموعة_إكسير_الحكمة