مجتمع

الإخوّة الإيمانية

(وخطورة التباغض بين المؤمنين) 

في أواخر رسالة النبيِّ الأعظم وتحديداً في حجة الوداع استشهد صلوات الله عليه وآله بقوله تعالى ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ” [الحجرات 10] في خطبته الشهيرة، وأوصى بأنْ لا يحلُّ أخذ أموال المؤمنين إلَّا بطيب أنفسهم، وألّا يعودوا كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض.

ومن اللازم على المجتمع المسلم الواعي معالجة هذه الحالات – المشار إليها في الحديث وأمثالها – من مناشئها واستئصال جذورها مهما أمكن ذلك وفي كلِّ الأحوال والظروف.

ولاستحضار العلاقة الإيمانية في التعامل بين المؤمنين أهميةٌ بالغةٌ، وهذه العلاقة تعبّر عن حالةٍ من الترابط والتآخي والتواصي بين المؤمنين، وذلك كفيلٌ بإزالة الشوائب والكدورات من نفوسهم. 

وقد بيّن تعالى بعض أهداف الشيطان حيث قال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء﴾ [المائدة 91] فمن كان ينتمي إلى دين الله ويتّبع رسول الله (ص) ويصدّق بكتاب الله فعليه أن يضادّ إرادة الشيطان، فلا يسمح لحالات الخصومة والعداوة والتشاحن والتباغض والاحتراب أن تحلّ محلّ الأخوة والمحبّة والوئام.

و لطالما أوصى أهل بيت النبوة المؤمنين بأن لا يتباغضوا و لا يتحاسدوا و لا يتدابروا في أحاديثَ شتى؛ لخطورة هذا الأمر على النسيج الإجتماعي للمسلمين. 

و مما قاله الامام الصادق (ع) : ” اتقوا الله وكونوا إخوةً بررةً متحابّين في الله، متواصلين، متراحمين، تزاوروا وتلاقوا، وتذاكروا أمرنا وأحيوه ” [الكافي ج٢ ص١٧٥]

و قد أوصى أمير المؤمنين (ع) قبل أن تحضره الشهادة بضرورة الإصلاح بين المؤمنين ، فقال عليه السلام : ” صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ والصِّيَامِ”[نهج البلاغة، ص421].

ولا بدّ من الالتفات إلى أنّ التآخي بين المؤمنين لا يمنع من التنبيه على حالات الخطأ والانحراف بالتي هي أحسن للزوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يمنع من التعريف بالمبتدعين في المجتمع المؤمن والتحذير من تضليلهم، كل ذلك صيانةً للدين وحمايةً للمؤمنين.

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى