إذا سألنا الزوجة عن رأيها في اختلاط زوجها مع نساء أخريات، ستجيب بأنها تمانع من ذلك وستذكر لك قائمة طويلة من الأسباب، واذا سألنا الأزواج سيجيبون بالجواب نفسه أو قريبٍ منه!
ولكنّ المفارقة أنّ الكثير من أفراد الجنسين لا يلتزمون بما يريده الطرف الآخر وما يريدونه من الطرف الآخر، على الرغم من وعيهم لمضار الاختلاط!!
وللاختلاط أضرار من زوايا عدّة :
١- الزاوية الاجتماعية : عادة ما يؤدي الاختلاط إلى إيجاد سمعة سيئة بالنسبة للجنسين، خصوصاً ذلك الاختلاط المشتمل على المفاكهة والمجالسة والمؤاكلة والانفراد وغير ذلك مما يؤدي لسوء الظن.
٢- العلاقة الأسرية : عادة ما يكون اختلاط أحد أطراف العلاقة مع الجنس الآخر سبباً في تزعزع استقرار الأسرة وسوء الظن المتبادل، وقد ينتهي وجود هذه الأسرة من خلال الطلاق.
٣- الضغط النفسي : عادة ما يفكر أحد الطرفين فيما هو أبعد من علاقة الصداقة أو الزمالة المزعومة، ما يعني استغراقه في التفكير بتصورات وهمية عديدة لنهاية هذه العلاقة التي كثيراً ما يصفعها الواقع، فيكون بين مطرقة ضغط الأوهام وسندان الواقع، وبالتالي سيعيش صدمتين.
٤- التشتت : عادة ما تسبب هذه العلاقات تشتت للشباب عن أعمالهم أو مهنهم أو عوائلهم.
٥- التعرض للمخاطر : لا توجد ضمانة لكون الطرف الآخر يبادلك نفس الأهداف من علاقة الصداقة أو الزمالة المزعومتين وتنتهي هذه العلاقات أحيانا بالابتزاز أو التجاوز.
وأما بالنسبة للدين فهو يوجّه المرأة عادة (كونها الأكثر تضرراً) بتجنب محادثة الرجال إلا لضرورة ملحة، وأنّ الكلام كلما كان أقل فهو أفضل لها.
وأما المفاكهة (والميانة الزايدة) فهي محرمة طبعاً.
ومن المؤسف ما نراه في مجتمعنا (المسلم) من تجاوز للحدود الشرعية في الواقع وفي مواقع التواصل، (حتى وصلنا إلى إقامة ماراثونات مختلطة مع ما تصاحبه من حركات وتجسيمات لجسد المرأة !!)، فليحذر الطرفان من مغبة هذا السلوك المنحرف الذي لا يؤدي إلا لأذى الطرفين.
وجاء في وصية السيد السيستاني (دام ظله) للفتيات ضمن وصاياه للشباب المؤمن :
(وأؤكد على الفتيات في أمر العفاف، فإنّ المرأة لظرافتها أكثر تأذّياً وتضرّراً بالسلبيات الناتجة عن عدم الحذر تجاه ذلك، فلا ينخدعن بالعواطف الزائفة ولا يلجن في التعلقات العابرة مما تنقضي ملذّتها، وتبقى مضاعفاتها ومنغّصاتها. فلا ينبغي للفتيات التفكير إلاّ في حياة مستقرّة تملك مقوّمات الصلاح والسعادة، وما أوقر المرأة المحافظة على ثقلها ومتانتها المحتشمة في مظهرها وتصرفاتها، المشغولة بأمور حياتها وعملها ودراستها).
لذا فقد يكون الاختلاط مقدّمة للكثير من المزالق والمهالك والمشاكل التي يصعب حلّها.
#مجموعة_إكسير_الحكمة