الاستهلاك التفاخري
وضع الاقتصادي وعالم الاجتماع الأمريكي (ثورستين فيبلين) مصطلح “الاستهلاك التفاخري” لأول مرة في كتابه (نظرية الطبقة المترفة) عام ١٨٨٩م، ويعدّ الاستهلاك التفاخري وسيلة يسعى عبرها الفرد إلى شراء السلع والخدمات الثمينة بهدف عرض ثروته والتفاخر بها أمام الآخرين.
ونلاحظه كثيراً في حياتنا، من شراء المستهلكين للسلع المصممة لأصحاب الثروات الطائلة، مثل العلامات التجارية الفاخرة (الماركات) للملابس والأجهزة التكنلوجية والسيارات وغيرها، ويتم إقبال الناس عليها سيما مع ما تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي من دور مؤثر في الترويج لها، عن طريق الإعلانات أو مشاهير هذه المواقع الذين يظهرون بمنظر مثالي في ملبسهم وأثاثهم.
وقد أحصى بحث لجامعة (توركو) الفنلندية للعلوم التطبيقية أنّ ٧٨٪ من المستهلكين يتأثرون (بشدة) في توجهاتهم الاستهلاكية بما يتعرضون له على وسائل التواصل الاجتماعي، ليس فقط من خلال الإعلانات التجارية التي تظهر للمستخدم، بل من خلال ما ينشره الأصدقاء وما يُنشر في المجاميع (الكروبات) غير الإعلانية.
وبالنسبة لنا كمسلمين علينا أن نلتزم بتعاليم ديننا التي تنهانا عن الإسراف والتبذير (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف ٣١].
فلو راجعنا هذه التعاليم وتفاصيلها لاستغربنا كيف يمكن أن يسيطر علينا غزو الاستهلاك، رغم أنها رادع كبير له.
#مجموعة_إكسير_الحكمة