عندما يقال: لا تتجاوز على رموز الآخرين في الإعلام، لا يعني ذلك الإقرار لهم بشيء، وإنما هو الالتزام بالقواعد الشرعية والعقلائية التي ألزمت العاقل بعدم الإضرار بنفسه أو بأبناء دينه، وهو منهجٌ حكيم أقرّه علماؤنا تبعاً للنصوص الشريفة حفاظًا على المؤمنين.
وهو لا يعني بالضرورة ضعفاً، بل قراءة دقيقة للواقع، حيث المؤمنون يعيشون في مختلف بقاع العالم، والكلمة التي تصدر منك في الإعلام، قد تؤثر سلباً على وضعهم، وقد تتم مضايقتهم أو منعهم من ممارسة مراسيمهم الخاصة، بل قد يؤدي إلى أكبر من ذلك ولو بعد حين.
إنّ مصلحتنا الدينية والاجتماعية بالتعايش مع الآخرين مع الحفاظ على هويتنا التي تميّزنا عنهم، وهذا لا يعني أننا لا نتحدث عن الحقائق التاريخية المدعّمة بالشواهد والأدلة، ولكن بكل هدوء، خصوصاً إذا كانت مصادرهم تتحدث عنها بما يدعم حجتنا.
وبذلك نجمع بين الحفاظ على هويتنا، وتجنّب إثارة الآخرين وتأجيجهم ضدّ المؤمنين أينما حلوا.
أما القول بأنّ التقية قد انتهى موضوعها بعد أن صار الشيعة يملكون دولاً وحكومات، فهذا كلام مخالف للواقع المعاش وللنصوص المروية عن أهل البيت (ع) التي تتحدث عن أنّ التقية لا ترفع إلى ظهور إمامنا القائم (عج).
وقد أوصى الإمام الصادق (عليه السلام) المعلّى بن خنيس قائلاً ” يا معلى! إنَّ التقية ديني ودين آبائي ، ولا دين لمن لا تقية له” [المحاسن ج1ص255].
#مجموعة_إكسير_الحكمة



