التدين الحقيقي هو أن يستشعر الإنسان مراقبة الله تعالى لجميع حركاته وسكناته، وينتج عن ذلك أن يأتمر بجميع أوامر الله وينتهي عن جميع نواهيه، ويسارع إلى الندم والتوبة إذا خالف أمراً أو ارتكب محرماً.
ومن أبرز علامات المتديّن الحقيقي هو (صدق الحديث وأداء الأمانة)، وهذه العلامة قد وردت فيها الأحاديث الشريفة، ففي البحار عن النبي الأكرم (ص) في بيان أهميّة الصدق أنه قال : (لا تَنظُروا إلى كَثْرَةِ صَلاتِهِم وَصَومِهِم وَكَثْرَةِ الحَجِّ وَالمَعرُوفِ وَطَنطَنَتِهِم بِالَّليلِ وَلَكِنْ انظُرُوا إِلى صِدقِ الحَدِيثِ وَأَداءِ الأَمانةِ).
وفي أصول الكافي عن الإمام الصادق (ع) : (إِن اللَّهَ لَم يَبعَثْ نَبيّاً إلّا بِصدقِ الحَدِيثِ وَأَداءِ الأمانةِ إِلَى البِرِّ والفاجِرِ).
أما من يدّعي التديّن ولم يستشعر وجود الله تعالى ومراقبته له، ولم يؤثّر الدين فيه من حيث أعماله وأقواله ومعاملاته، ولم يصدق في حديثه، ولم يؤتمن على المال العام أو الخاص، فما هذا إلا متدين على مستوى اللسان فقط، وهو ما اصطلحنا عليه بـ (التديّن اللساني)!
#مجموعة_إكسير_الحكمة