تصاميمدينعقائدنافكر وثقافةمنوعات

السفراء الأربعة للإمام المهدي (عج) وسفارتهم.

بالإنفوجرافيك ⇐ https://t.me/Elixirofwisdom/21718


السفير ومهامّه
السَّفارة أو النيابة الخاصّة هي منصبٌ دينيٌّ، يعني التمثيل والوساطة بين الإمام المهدي (عج) وبين شيعته في عصر الغيبة الصغرى، ويتمُّ تعيينهم بالاسم، وعلى الشيعة طاعتهم، وذلك للأحاديث الواردة في حقهم.
واستمرت الغيبة الصغرى على قدر نيابة السفراء الأربعة لمدة ٦٩ سنة وأشهراً.


السفير الأول عثمان بن سعيد العَمْري
أبو عمرو الأسدي، هو من الثّقات الممدوحين، وكان يعمل في السمن (أي الزيت) ويرسل الأموال للإمام العسكري (ع) في جراب السمن (أي الوعاء) للتغطية على أمره تقيةً وخوفاً.
تم تعيينه من قِبَلِ الإمام الهادي ثم من قِبَلِ الإمام العسكري (عليهما السلام).
رِوِيَ عن أحمد بن إسحاق بن سعد القمي قال: دخلتُ على أبي الحسن علي بن محمد -أي الإمام الهادي- (صلوات الله عليه) في يومٍ من الأيام فقلتُ: يا سيدي أنا أغيب وأشهد ولا يتهيّأ لي الوصول إليك إذا شهدتُ في كلِّ وقت، فقول مَن نقبل؟ وأمر مَن نمتثل؟ فقال لي (صلوات الله عليه): (هذا أبو عمرو الثَّقة الأمين ما قاله لكم فَعنِّي يقوله، وما أدّاه إليكم فَعنِّي يؤدّيه). [الغيبة للشيخ الطوسي ص٣٧٥]


جاتب من سيرة السفير الأول
كانت تحصل الكرامات على يد السفراء لكي يطمئن الناس إليهم أكثر، روي عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال: إنَّ أبي لمَّا حضرته الوفاة دفع إليَّ مالاً وأعطاني علامةً، ولم يعلم بتلك العلامة أحدٌ إلّا اللّٰه عزَّ وجلَّ، وقال: مَن أتاك بهذه العلامة فادفع إليه المال. 
قال: فخرجتُ إلى بغداد … وجاء شيخٌ … فدخل وجلس، فقال: أنا العَمْري، هاتِ المال الذي عندك وهو كذا وكذا ومعه العلامة، قال فدفعت إليه المال. [اختيار معرفة الرجال ج٢ – ص٨١٣]
روى العَمْري عدة توقيعات عن الإمام المهدي (ع) فيها معارف كثيرة، وروى دعاء السِمات عن الإمام الصادق (ع) وزيارة أمير المؤمنين (ع) في يوم الغدير عن الإمام الهادي (ع).
تُوفِيَّ رضوان الله عليه في الأول من شهر رمضان المبارك سنة ٢٦٧ هـ واستمرّت سفارته سبع سنوات، وقبره معروفٌ في بغداد في جانب الرصافة بمنطقة الميدان.


السفير الثاني مُحَمَّد بن عثمان العَمْريُّ
هو أبو جعفر الأسدي ابن السفير الأول، وقِيلَ: إنَّ لقب الخلَّاني بسبب عمله في الخلّ.
تم تعيينه من قِبَلِ الإمام العسكري (ع)، فقد رُوِيَ عن أبي علي أحمد بن إسحاق أنَّه سأل أبا محمدٍ (الإمام العسكري) عليه السلام: مَن أُعامِلُ أو عَمَّن آخذُ، وقولَ مَن أقبلُ؟ فقال له: العَمْرِيُّ وابنه ثقتان، فما أدَّيا إليكَ عَنِّي فَعَنِّي يؤديان، وما قالا لكَ فَعَنِّي يقولان، فاسمع لهما وأطِعْهُما فإنَّهُما الثِّقتان المأمونان) [الكافي الشريف ج١ – ص٣٣٠]
روي أن الإمام المهدي (ع) قال للسفير الثاني بوفاة أبيه السفير الأول: (أجزل الله لك الثواب، وأحسن لك العزاء، رُزِئْتَ ورُزِئْنا، وأوحشك فراقه وأوحشنا، فَسَرَّهُ اللّٰهُ في مُنْقَلَبِهِ، وكان مِن كمالِ سعادته أنْ رزقه اللّٰهُ تعالى ولداً مِثْلَكَ يَخْلُفُهُ مِن بعده، ويقومُ مقامَهُ بأمره، ويَتَرَحَّمُ عليه، وأقول الحمدُ لِلَّهِ، فإنَّ الأنْفُسَ طيِّبةٌ بمكانِكَ، …) [الغيبة للشيخ الطوسي ص٣٨٢]


جانب من سيرة السفير الثاني
من الكرامات التي جرت له ما رواه الشيخ الصدوق (رض) عن أبي جعفر محمد بن علي الأسود (رض) قال: (دَفَعَتْ إليَّ امرأةٌ سنة مِن السنين ثوباً وقالت: احمِلهُ إلى العَمْري رضي اللّٰه عنه، فَحَمَلْتُهُ مع ثيابٍ كثيرةٍ، فلمَّا وافيتُ بغداد أمرني بتسليم ذلك كلِّه إلى محمد بن العباس القمي، فَسَلَّمْتُهُ ذلك كله ما خلا ثوب المرأة، فَوجَّه إليَّ العَمْري رضي الله عنه، وقال: ثوب المرأة سَلِّمْهُ إليه، فذكرتُ بعد ذلك أنَّ امرأةً سَلَّمَت إليَّ ثوباً وطَلَبْتُهُ فلم أجدهُ، فقال لي: لا تَغْتَم فإنَّكَ سَتَجِدُهُ، فوجدتُهُ بعد ذلك، ولم يكن مع العَمْري رضي اللّٰه عنه نسخةَ ما كان معي). [كمال الدين وتمام النعمة ج٢ – ص٥٣٠]
وقد روى توقيعات كثيرة، وكذلك دعاء الإفتتاح الذي يُقْرأ في ليالي شهر رمضان، وقد تُوفِيَّ رضوان اللّٰه عليه في سنة ٣٠٤ هـ واستمرّت سفارته ما يقارب ٣٧ سنة، وقبره معروف في بغداد في جانب الرصافة بمنطقة الخلاني نِسْبَةً إليه.


السفير الثالث الحسين بن روح النوبختي
هو أبو القاسم من بني نوبخت، وهم بيت معروف في الشيعة وقد برز منهم عدة علماء، وكان الحسين بن روح من خواصّ السفير الثاني العَمْرِي ووكيلاً له سنين كثيرة، ومن صفاته البارزة استعمال التقية والتورية، ولأجل ذلك كانت العامة تحترمُهُ وتُجِلَّه كثيراً.
روي أنَّ أبا جعفر العَمْرِي (السفير الثاني) لمَّا اشْتَدَّت حاله اجتمع جماعةٌ من وجوه الشيعة والأكابر منهم فدخلوا عليه، فقالوا: (إنْ حدث أمرٌ فمن يكون مكانك؟ فقال لهم: هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي، والسفير بينكم وبين صاحب الأمر عليه السلام والوكيل له والثقة الأمين، فارجعوا إليه في أموركم وعوِّلُوا عليه في مُهِمَّاتِكُم فبذلك أُمِرْتُ وقد بَلَّغْتُ). [الغيبة للشيخ الطوسي ص٣٩٢]


جانب من سيرة السفير الثالث
ومن الأمور الغيبية للسفير الثالث أنَّ والد الشيخ الصدوق (رض) كان يريد الحج في السنة التي هجم فيها القرامطة على الحاج، فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (رضي الله عنه) يستأذن في الخروج إلى الحج.
فخرج في الجواب (لا تخرج في هذه السَنة) فأعاد فقال: (هو نذرٌ واجبٌ أفيجوز لي القعود عنه؟) فخرج الجواب (إنْ كان لابدَّ فَكُن في القافلة الأخيرة، فكان في القافلة الأخيرة فَسَلِمَ بنفسه وقُتِلَ مَن تَقدَّمهُ في القوافل الأُخَر). [الغيبة للشيخ الطوسي ص٣٤٥]
روى توقيعات مهمة وخصوصاً في مُدَّعي السفارة، وروى الزيارة الرجبية المشهورة.
تُوفِيَّ رضوان اللّٰه عليه في شهر شعبان سنة ٣٢٦ هـ واستمرّت سفارته ما يقارب ٢٢ سنة، وقبره معروف في بغداد في جانب الرصافة بمنطقة سوق الشورجة.


 السفير الرابع علي بن محمد السِّمَّري
أبو الحسن، وهو آخر السفراء وبه خُتِمَت السفارة بأمر الإمام المهدي (عج).
وأما سفارته فقدر روي أنه “أوصى الشيخ أبو القاسم (السفير الثالث) رضي الله عنه إلى أبي الحسن علي بن محمد السِّمَّري رضي الله عنه فقام بما كان إلى أبي القاسم، فلمَّا حضرته (أي السِّمَّري) الوفاة حضرت الشيعة عنده وسألته عن المُوَكَّل بعده ولمن يقوم مقامه، فلم يُظْهِر شيئاً مِن ذلك، وذكر أنَّه لم يُؤمَر بأنْ يُوصِي إلى أحدٍ بعده في هذا الشأن”. [الغيبة للشيخ الطوسي ص٤١٥]
وقد تُوفِيَّ رضوان اللّٰه عليه في الخامس عشر من شهر شعبان سنة ٣٢٩ هـ واستمرّت سفارته ما يقارب ٣ سنوات، وقبره معروف في بغداد في جانب الرصافة بشارع النهر قرب المدرسة المستنصرية.


 إنتهاء السفارة وبداية الغيبة الكبرى
وقبل وفاة السفير الرابع أمره الإمام المهدي (عج) بتبليغ هذه الرسالة للشيعة: (…يا عليُّ بن محمد السِّمَّري، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنَّك ميتٌ ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع أمرك ولا توصِ إلى أحدٍ فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التّامة، فلا ظهور إلّا بعد إذن اللّٰه تعالى ذِكرُه، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً.
وسيأتي شيعتي مَن يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّابٌ مفترٍ، …)
والمقصود هنا من (المشاهدة) أي السفارة لأنَّ سياق الكلام يَدُلَّ على ذلك، فكل من يدّعي الارتباط بالإمام (ع) والسفارة قبل الظهور فهو كذّابٌ بنص التوقيع الشريف.
[الغيبة للشيخ الطوسي ص٤١٦]ِ



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى