بدأت بعض الأصوات هنا وهناك تدعو النساء للظهور الإعلاميّ أو النشاط السياسيّ أو غيرها من دعواتٍ بحجّة كلمات السيدة زينب (ع) أو خطبتها في الشام.
والعواطف تؤيّد هذا الخطاب بدون أدنى تفكيرٍ أو تأمّل، والحال أنّه يجب أنْ تتمّ دراسة الموضوع من كلّ جوانبه حتى نخرج بنتيجةٍ تؤيّد ما ندّعيه، لا أنْ نقتطع ما يناسبنا ولو كان خلاف الواقع!!
هل سمعتم أنَّ للسيدة زينب (ع) دوراً أو كلمةً أمام الملأ، في حياة أبيها أمير المؤمنين (ع) ؟! أو في حياة أخيها الإمام الحسن (ع) ؟! أو حتى في حياة أخيها الإمام الحسين (ع) قبل واقعة الطفّ ؟! مع أنّ إمامته الشريفة استمرّت إحدى عشرة سنةً، ومع ذلك لم نرَ للسيدة كلمةً معلنةً سوى في واقعة الطفّ وما بعدها بمدّةٍ قصيرةٍ جدّاً.
وقد رُوي أنَّ السيدة زينب (ع) كانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدّها رسول اللّه (ص) تخرج ليلاً، والحسن عن يمينها، والحسين عن شمالها، وأمير المؤمنين أمامها، فإذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين (ع) فأخمد ضوء القناديل، فسأله الحسن مرّةً عن ذلك؟ فقال: (أخشى أن ينظر أحدٌ إلى شخص أختك زينب).
[العوالم، حياة السيدة الزهراء (ع)، ج2 – ص419]
إذن النتيجة أنّ ما جرى من ظهور للسيدة زينب هو أمرٌ خاصٌّ بحالةٍ معينة وفي ظرف استثنائي جداً، ولا يصحّ عدّه كحالة طبيعية، بل قد ورد في الأحاديث الحثّ على عدم اختلاط النساء بالرجال، وقطعاً هذا هو الأفضل لحفظ شأن المرأة المهمّ وخصوصيّتها وعدم إقحامها في الأوساط التي لا تليق بها.
بل أكثر من ذلك فقد رُوي عن أمير المؤمنين (ع) أنَّه قال: “استأذن أعمى على فاطمة (ع) فحجبته فقال رسول الله (ص) لها: لِمَ حجبتيه وهو لا يراكِ؟ فقالت (ع): إنْ لم يكن يراني فإنِّي أراه وهو يشمُّ الريح، فقال رسول الله (ص): أشهد أنّكِ بضعةٌ منّي”.
[بحار الأنوار ج43 – ص91]
تلك نسوة آل محمد (ص)، ومن تريد أن تقتدي بهنّ حقاً، فهذا هو حالهنّ، وليس كما يصوّر البعض!
#مجموعة_إكسير_الحكمة


