آراء ومقالاتتصاميمفكر وثقافة

الشيخ عبد الزهراء الكعبي

خادم الزهراء
وناعي مصيبة ابنها
الشيخ عبد الزهراء الكعبي

كان صوتُهُ الشجيُّ في قراءة المقتل الحسينيّ سبباً في استبصار الأستاذٍ الجامعيٍّ المعروف الدكتور صائب عبد الحميد، فقد أخذ بيد معتقداته إلى مصباح الإمام الحسين (ع).

فمن هو الشيخ وما قصة قراءته للمقتل؟

وُلد الشيخ في كربلاء في يوم 15 جمادى الآخرة من عام 1327 هـ، في يوم ميلاد فاطمة الزهراء (ع).
فكانت هذه الولادة إيذاناً بارتباط اسمه باسمها وروحه بذكرها.

تلقَّى تعليمه الحوزويَّ في كربلاء بالصورة التقليديَّة، وتعلم فن الخطابة عند الخطيب الشيخ “محسن أبو الحب، والمؤلف الشيخ محمد مهدي المازندراني، ومارس عمله بإتقان حتى أصبح من أبرز الخطباء ومن أساتذة المنبر.

قرأ فيها الشيخ الكعبي المقتل أول مرَّة في يوم العاشر من محرم سنة 1379 هـ بجوار حرم الإمام الحسين (ع) بكربلاء، وهو الذي يُذاع من إذاعة بغداد صبيحة يوم عاشوراء كلَّ عام منذ 1379 هـ .

وقد أذيع في نفس العام مرتين صباحاً ومساءً بسبب كثرة الطلب على تكرار إذاعته، ثم بادرت الإذاعة العربية في الأهواز بإذاعة التسجيل الكامل للمقتل في يوم عاشوراء من كل عام. كما أذيعت مقتطفات منه من إذاعة الكويت في نفس المناسبة المذكورة.

أثَّر المقتل بصوته المُبكي في كثيرٍ من النَّاس، يقول د. صائب عبد الحميد:
هكذا كانت البداية مع الحسين – مصباح الهدى – ذلك كان يوم ملك عليَّ مسامعي صوتٌ شجي، …منحته كل أحساسي وعواطفي، من حيث أدري ولا أدري..حتى ذابت كبريائي بين يديه… تلك كانت قصة مقتل الإمام الحسين عليه السلام، بصوت الشيخ عبد الزهراء الكعبيّ. [منهج في الانتماء ص31]

وتحدَّث السيد مسلم الجابريّ كيف دعا المسلمين من شمال أفريقيا الموجودين في باريس لسماع المقتل الحسينيّ بصوت الشيخ عبد الزهراء الكعبيّ “فكان الجميع يُنصتون ويبكون تفاعلاً مع المأساة الحسينيَّة وكانوا يقولون: إنَّ هذا الأمر لم نعلم به” .
[موسوعة من حياة المستبصرين، ج ٥، مركز الأبحاث العقائدية، ص ٨٦]

ويقول المستبصرُ المصري معروف عبد المجيد :
“ذات يوم كنت أبحث عن إذاعة القاهرة وفي يدي مذياع صغير ، .. وفجأة، تناهى إلى أذني صوت رخيم عذب، فأوقفت مؤشر المذياع، كان الأداء مختلفاً تماماً عن أداء كلّ ما سمعته من قبل ، فازدادت دهشتي …… وجدت نفسي قد غمرها حزن شديد، فأجهشت بالبكاء، وفاضت الدموع من عيوني بغزارة وحرارة دون إرادة، ورحت أبكي بمرارة وحرقة”
[موسوعة من حياة المستبصرين، ج ٥، مركز الأبحاث العقائدية، ص ٨٦]

في مجلس فاتحةٍ حضره الشيخ الكعبي دُسَّ له السُّم، فرجع إلى مجلسه في صحن مولانا العباس (ع) وأثناء قراءته أصابته حالة إغماء سقط على إثرها من على المنبر، وفي طريقه إلى المستشفى عرجت روحه إلى ربها في ليلة شهادة السيدة فاطمة الزهراء (ع) في يوم 13 جمادى الأولى سنة 1394هـ الموافق 3 يونيو 1974م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى