حادثةُ الغدير ليست مجرّد موقف تاريخيّ، بل هي نَصٌّ إلهيٌّ ناصع، ختم به النبيّ (ص) مسيرة تبليغه، حين أخذ بيد عليٍّ عليه السلام، ورفَعها أمام عشرات الآلاف، ثمّ نادى: «مَن كنتُ مولاه، هذا عليٌّ مولاه»، كان يُعلن عن ولايةٍ تُشكّل امتداد الرسالة لا مجرّد وصاية.
لم يترك الغديرُ مجالًا للشكّ، ولا ذريعةً للإنكار، فالنصُّ بيِّنٌ، والسياقُ بيِّن، والتنصيبُ واضحٌ كوضوح الشمس في رابعة النهار، ثم نزل قولُه تعالى: «اليوم أكملتُ لكم دينكم»، ليكون تصديقًا سماويًّا للبلاغ.
الغديرُ بذلك لم يُبقِ حُجَّةً لأحد. فمن تجاهله بعد ذلك فقد جحد البيعة، ونقض العهد، وأعرض عن الحقّ.
إنّه مفصلُ الولاء، ومن لا يُبصره بعين الإيمان، فلن تهديه العيون، فالغدير ليس روايةً تُروى، بل حُجَّةٌ خالدة، وشاهِدٌ على صدق الرسالة، وكمال الدين، واكتمال النور.
الغدير لم يكن فقط إعلانًا، بل امتحانًا للقلوب، وتمييزًا بين من أطاع الله ورسوله ومن اتّبع هواه، وقد حملت هذه الحادثة أمانةً ثقيلة، نقلها الثقات، ودوّنها المحدّثون، وأكّدها العقل والوجدان.
فهل بعد كلّ ذلك، يبقى عذرٌ لمن تولّى؟ وهل تُجدي الأعذار يوم الحساب؟!
#مجموعة_إكسير_الحكمة