فكر وثقافة

القيادة بالقدوة

حين يسقط السوط ويقف النموذج!

حينما كان معاوية منعّماً في قصره يرشي العدو والصديق ويغرقهم بالمال، وقف قبالته أتباع الإمام الذي نام على التراب، وشدّ الحجر على بطنه من الجوع، ويقول:
“أأقنعُ من نفسي بأنْ يُقال: هذا أمير المؤمنين، ولا أشاركهم في مكاره الدهر، أو أكون أسوةً لهم في جشوبة العيش!”. نهج البلاغة

وبعد استشهاد الإمام بقي أتباعه على عهدهم، حتى قال معاوية للعراقيين: (والله لوفاؤكم له بعد موته أعجب من حبّكم له في حياته). [جمهرة خطب العرب]

وحين يتعجب الطاغية فالجواب بسيط: القيادة ليست إمرةً بل اقتداء.
فإنّ الشيعة قد رأَوا من أئمتهم الهداة تطابق قولهم مع فعلهم، وقد أمروا شيعتهم بذلك، فقد روي عن الإمام الباقر (ع) “إنَّما شيعة عليٍّ من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يُعرفون – يا جابرُ -إلَّا بالتواضع والتخشّع، وكثرة ذكر الله، والصوم، والصلاة، والبرِّ بالوالدين، والتعهّد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة، والغارمين، والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكفّ الألسن عن النَّاس إلَّا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء” [الكافي]

فتسابق شيعتهم على مرّ العصور للنّهل من فيض قِيَم وسُلوك أئمتهم، فتراهم اليوم الجماعة الوحيدة التي تُحيي شعائر الدّين بزخمٍ مليونيٍّ كلَّ عامٍ في كلّ أرضٍ يسكنونها، ويقدّمون من الخدمات ما لا يصدّقه بشر.
تراهم يُغيثون الملهوف، ويدفعون عن الضعيف، حماةً للأوطان، فعّالين للخيرات، سبّاقين للمكرمات.

وإذا سألت أحدهم: كيف صرتُم هكذا؟
يقولون لك: “هكذا كان أئمُتنا وبذلك أمرونا.”
ربَّى المعصومون شيعتهم بسيرتهم وقولهم، تقدّموا الناس فقادوهم،
وتركوا إرثاً لا يموت.
سقط الطُغاة، وقاد الهداة.

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى