الأخ الكريم أحمد حسين يتمنَّى على الإكسير ذكر الكتب المعتبرة في واقعة الطف؛ معلّلاً ذلك بأنّ الأجيال الصاعدة تستمد معلوماتها من اللطميات والقصائد التي تعتمد على الجانب العاطفيّ، على حساب الجانب التاريخيّ والديني.
وجواباً عن سؤال الأخ الكريم نودُّ إيضاح أمرٍ يتعلّق بسؤاله: وهو أنَّ الجانب العاطفيَّ مطلوبٌ في اللطميَّات الحسينيَّة، وليس المطلوب منها – بما هي عملٌ أدبيٌّ شعريٌّ – أن تسرد أحداث الواقعة كما حصلت بالضبط، فذلك من مهمة التاريخ، لا الشعر، ومن شأن المؤرّخ لا الشاعر، فقد يكون الشعر بلسان الحال يقول على لسان بطل الحادثة ما لم يقله، وقد ينظر الشاعر للحادثة بعين الخيال فيرسم أحداثاً لم تكن، وينسج وقائع لم تحدث؛ لاستدرار الدمعة، وهو في هذا وذاك غير ملامٍ؛ لأنّ وظيفته إثارة المشاعر، وتنشيط الأحاسيس وليس سرد الواقعة كما كانت.
أما المصادر التي تُستسقى منها الوقائع والأحداث، فبعد معرفة أنَّه لا يُشترط في الرواية التاريخيَّة ما يشترط في الرواية العقائدية والفقهية، فيؤخذ بالضعيف منها كما يؤخذ بالصحيح، شريطة أن لا تصادم ضرورةً عقليَّةً أو دينيَّة، وأن لا تكون موضوعةً ومكذوبة، فإليك خمساً منها:
1- رواية عمار الدهنيّ التي يطلب فيها من الإمام الباقر (ع) أن يحدثه عن تفصيلات كربلاء(قلت لأبي جَعْفَر: حَدَّثَنِي عن مقتل الْحُسَيْن حَتَّى كأني حضرته).[ تاريخ الطبريّ ج4ص257]
2- زيارة النَّاحية الشريفة المرويَّة عن صاحب الزمان (ع) فإنَّها ذكرت مشاهد عديدة من أحداث الطفّ.
3- رواية أبي مخنف: لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف الأزديّ (ت 158هج)، وفُقد مقتله في القرن الرابع، وقام الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي بتجميع نصوصه من بطون الكتب، فالنسخة المتداولة ليست هي النسخة الأصليَّة، وما قام به الشيخ الغروي تجميعٌ للنصوص.
4- كتاب تاريخ الطبريّ، لمحمد بن جرير الطبريّ (ت310هج).
5- كتاب الإرشاد للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النّعمان (ت413هج).
ومن كتب المقاتل الحديثة المُعتبرة:
1- مقتل الحسين (ع) أو حديث كربلاء للسيد عبد الرزاق المقرَّم، ويتميَّز باللغة الأدبيَّة العاليَّة والفحص والمقارنة بين الروايات.
2- مقتل الإمام الحسين (ع) للسيد محمد تقي بحر العلوم، وانبثقت كتابة هذا المقتل من المجالس التي كان يعقدها المؤلّف في داره أيَّام محرَّمٍ الحرام مع ثلَّةٍ من أساتذة الحوزة وفضلائها.
وهناك الكثير من الكتب الأخرى التي تتناول قصة استشهاد الإمام الحسين (ع) سرداً وتحليلاً لا يسع المقام لذكرها.
#مجموعة_إكسير_الحكمة
