دينعقائدنافكر وثقافة

بابُ المراد وشبيه يَحيى

-شبيه يحيى
وُلِد (ع) في المدينة المنورة سنة 195هـ، وآتاه الله تعالى الإمامة صبياً وعمره سبع سنوات كما آتى يحيى النبوَّة وهو صبيٌّ صغير، والله أعلم حيث يجعل رسالته.

-أبوه الإمام الرضا (ع) المدفون بطوس في خراسان والمعروفة اليوم بـ “مشهد”، وأمه السيدة سبيكة وهي من أسرة مارية القبطية التي أهداها المقوقس ملك القبط للنبيّ صلى الله عليه وآله، وقد ذُكِر أنّ أمه كانت تسمّى بـخيزران أو ريحانة.

-كنيته “أبو جعفر” ويُذكر (ع) في المصادر الحديثية بكنية “أبي جعفر الثاني” حتى لا يُشتبه بأبي جعفر الأول وهو الإمام الباقر (ع).
ومن ألقابه التقي والمرتضى والقانع والرضي والمختار والمتوكل والمنتجب، وأشهرها الجواد.

-تزوج الإمام الجواد (ع) بأم الفضل ابنة المأمون العباسي بطلب من المأمون، وجعل لها الإمام (ع) من الصداق مهر جدته السيدة الزهراء (ع) وهو 500 درهم.

-ولم يكن للإمام (ع) ولدٌ من أم الفضل، كما لم يكن للنبيّ (ص) ولدٌ من بعض أزواجه، وجميع أولاد الإمام كانوا من زوجته الأخرى وهي “سمانة المغربية”، كما أنّ أولاد الرسول (ص) كانوا من زوجتيه الأخريين السيدة خديجة وأم المؤمنين مارية القبطية، ولله في ذلك حكمة.

-ترجمان الوحي
جاء سارقٌ إلى الخليفة العباسيّ المعتصم يطلب منه تنفيذ حدَّ السرقة فيه، فسأل المعتصم فقهاء القصر من أين تقطع يدُه؟ فاختلف فقهاء القصر في ذلك فقال ابن أبي دؤاد: “يُقطع من الكرسوع؛ لأنّ اليد هي الأصابع والكف إلى الكرسوع (المعصم) لقول اللّه في التيمّم: (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيدِيَكُم)”.
وقال آخرون تُقطع من المرفق؛ لأنّ اللّه لما قال: (وأيديكم إلى المرافق) في الغسل دلّ ذلك على أنّ حد اليد هو المرفق.

-ثمّ التفت المعتصم إلى محمد بن علي ـ الإمام الجواد (ع) ـ فقال: ما تقول في هذا يا أبا جعفر؟
فقال (ع) إنّ القطع يجب أن يكون من مفصل أُصول الأصابع، فيترك الكف، لقول رسول اللّه (ص) : “السجود على سبعة أعضاء: الوجه واليدين والركبتين والرجلين فإذا قطعت يده من المعصم أو المرفق لم يبقَ له يد يسجد عليها، وقال اللّه تبارك وتعالى: (وأنَّ المساجِدَ للّهِ فلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أحَداً) يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها وما كان للّه لم يقطع”.
وسائل الشيعة ج28 ص253

-الحقد عليه من المعتصم وحاشيته
ملأت هذه المناظرة وغلبة الإمام (ع) فيها على فقهاء القصر وحاشية الخليفة العباسيّ قلبَ الخليفة حقداً، وكذلك حقد عليه القاضي ابن أبي دؤاد، وقيل إنه وشى بالإمام (ع) عند الخليفة الذي كان يتحيّن الفرص لقتله، فسمَّ الإمام (ع) على يد كاتبٍ من كُتَّاب وزرائه.

-شهادته
وفي روايةٍ أخرى: إنَّ زوجته أم الفضل هي التي أقدمت على قتله، كما قتلت جعدة بنت الاشعث الإمام الحسن (ع)، وقد ندمت أم الفضل بعد هذا العمل ندماً عظيماً، وبكت بكاءً شديداً، ولما أكل الإمام (ع) العنب المسموم بكت، فقال (ع): لِمَ تبكين؟ ليضربنك الله بفقر لا يجبر وبلاء لا يستر!
فبليت بعلة أنفقت عليها جميع ما تملكه.
وكانت شهادته (ع) في آخر يوم من شهر ذي القعدة من سنة ٢٢٠ هـ، وكان للإمام (ع) ٢٥ سنة من العمر.
بحار الانوار ج50 ص17

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى