فكر وثقافة

باقر علم الأولين والآخرين !!

الإمام محمد الباقر (عليه السلام) هو الإمام الخامس من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وُلد في المدينة المنورة عام 57 هـ، ونشأ في بيت النبوة والعلم، شهد واقعة كربلاء وكان عمره الشريف ٣ سنوات.

دوره في نشر العلوم الإسلامية:
في فترة إمامته التي امتدت من عام 95 هـ حتى 114 هـ عاش الإمام فترة حكم بني أمية بمرحلتي بني سفيان وبني مروان وواجه تحديات فكرية وسياسية كبيرة.

استثمر هذه الفترة لتأسيس حركة علمية واسعة، حيث عمل على نشر العلوم الإسلامية وتفسير القرآن وتعليم الفقه. كان له دور بارز في مواجهة الانحرافات الفكرية والعقائدية التي ظهرت في عصره، مثل الغلاة والمفوضة والمجبرة، والمرجئة، حيث تصدى لهم ببيان الحقائق وتوضيح المفاهيم الإسلامية الصحيحة.

وقد ركز الإمام الباقر (عليه السلام) على توجيه المسلمين إلى المنهج القويم، فمن حديث له (عليه السلام) : “نحن ولاة أمر الله وخزائن علم الله وورثة وحي الله وحملة كتاب الله طاعتنا فريضة وحبنا إيمان وبغضنا كفر”.
بحار الانوار ج ٢٦

إرثه العلمي وتأثيره:
ترك الإمام الباقر (عليه السلام) إرثًا علميًا غنيًا، حيث رُويت عنه آلاف الأحاديث في مجالات الفقه والتفسير والأخلاق. أسهمت هذه الروايات في بناء المدرسة الفقهية لآل البيت، وكانت أساسًا لتطوير الفكر الإسلامي. كما أنّ منهجه في التعليم والحوار أصبح نموذجًا يُحتذى به في نشر العلوم والمعرفة.

وقد شجّع الإمام على رواية الشيعة لحديثهم (عليهم السلام) مع الدراية والفهم، إذ روي عنه (عليه السلام) : اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم، فإنّ المعرفة هي الدراية للرواية وبالدراية للرواية يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان”.
بحار الانوار ج٢

تواضع العلماء في محضر الإمام (ع):
يقول عبد الله بن عطاء في توضيح فضائل الإمام الخامس العلمية: لم أرَ صغر وتواضع علماء الإسلام في أي مجلس كما كنت أراهم في مجلس محمد بن علي (عليه السلام) وكنت أرى “الحكم بن عتبة” المشهور في العلم والفقه يجلس أمام الإمام الباقر (عليه السلام) كالطفل عندما يجلس أمام أستاذ عظيم (علم الحديث ودراية الحديث، كاظم مدير شانه جي، ص67) .

سك العملة الاسلامية:
بعد مشاكل بين الحكومة الأموية والروم هدد ملك الروم بسبك دراهم مسيئة للرسول الأعظم (ص) وكان المسلمون يعتمدون العملة الرومية فعرض عبد الملك الأمر علی الإمام الباقر فعلّمهم الإمام (عليه‌ السلام) طريقة ضرب النقود في خطّة يستحيل معها التلاعب في وزن الدراهم والدنانير أو  تزويرها، وبذلك انقطع الطريق أمام ملك الروم واستغنی المسلمون عن نقوده.

الإمام وهشام بن عبد الملك:
لم يغادر الإمام الباقر مدينة جده لبلد آخر إلا ذهابه للشام مجبراً من قبل حاكم الأمويين هشام بن عبد الملك، وهنالك انقلب الأمر على هشام وسط ديوان ملكه وهو مما أغضب هشام كثيراً، وكان من أسباب أمره أتباعه بسم الإمام (عليه السلام).

من أقوال الإمام (عليه السلام):
قال الإمام الباقر (ع): لسلمة بن كهيل‏ والحكم بن عتيبة: شرّقا وغرّبا، لن تجدا علماً صحيحاً إلا شيئاً يخرج من عندنا أهل البيت.
الكافي ج١.

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ازكىٰ التهاني والتبريكات بمناسبة ذكرىٰ ولادة المولى ابي جعفر محمد بن علي الباقر سلام الله عليه.. جزاكم الله خير الجزاء لهذا التعريف بسيرة الإمام الباقر جعلنا الله وإياكم من السائرين والثابتين على نهجه والزائرين لقبره في الدنيا المشمولين بشفاعته في الآخرة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى