محمد نعناع يدّعي
بأنّ إرادة السيستاني ـ حسب تعبيره – توافقت مع الإرادة الأمريكية بخصوص الدستور !
وهذا جهل وتدليس، لأن الأمريكان ـ آنذاك ـ أرادوا فرض قانون إدارة الدولة الذي كتب بمعزل عن الشعب، وهذا ما رفضه السيد السيستاني، ثم رفض كل مشاريعهم ومقترحاتهم لكتابة الدستور، وأصر على إجراء انتخابات وطنية يتمخض عنها جمعية وطنية ينبثق منها مجلس لكتابة الدستور، وقد أرغم سيدُنا المرجع الأمريكان على ذلك.
وهذا بيان السيد السيستاني الذي رفض فيه تدخل الأمريكان في كتابة الدستور بتاريخ ٢٥ ربيع٢ ١٤٢٤ هـ :
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة سيدنا ومرجعنا المفدى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
أعلنت سلطات الاحتلال في العراق أنها قررت تشكيل مجلس لكتابة الدستور العراقي القادم ، وأنها ستعين أعضاء هذا المجلس بالمشاورة مع الجهات السياسية والاجتماعية في البلد ، ثم تطرح الدستور الذي يقرّه المجلس للتصويت عليه في استفتاء شعبي عام .
نرجو التفضل ببيان الموقف الشرعي من هذا المشروع وما يجب على المؤمنين ان يقوموا به في قضية اعداد الدستور العراقي.
جمع من المؤمنين
۲٠/ ربيع الآخر /۱٤۲٤هـ
بسمه تعالى
إنّ تلك السلطات لا تتمتع بأية صلاحية في تعيين أعضاء مجلس كتابة الدستور، كما لا ضمان أن يضع هذا المجلس دستوراً يطابق المصالح العليا للشعب العراقي ويعبّر عن هويته الوطنية التي من ركائزها الأساس الدين الإسلامي الحنيف والقيم الاجتماعية النبيلة، فالمشروع المذكور غير مقبول من أساسه، ولابدّ أولاً من إجراء انتخابات عامة لكي يختار كل عراقي مؤهل للانتخاب من يمثّله في مجلس تأسيسي لكتابة الدستور، ثم يجرى التصويت العام على الدستور الذي يقرّه هذا المجلس، وعلى المؤمنين كافة المطالبة بتحقيق هذا الأمر المهم والمساهمة في إنجازه على أحسن وجه، أخذ الله تبارك وتعالى بأيدي الجميع إلى ما فيه الخير والصلاح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
۲٥/ ع۲ /۱٤۲٤
علي الحسيني السيستاني
#مجموعة_إكسير_الحكمة