السيّد محمد باقر السيستاني :
وقد لوحظ أنّ كثيراً من الفتيان والفتيات قبل الاختلاط في دراسة الجامعة يتصفون بالنقاء والوقار والاحتشام في القول والمظهر والملبس والسلوك، ولكن كثيراً منهم بعد فترة من الاختلاط يفقد هذه الصفات إلى حد كبير، ويتجه إلى التواصل والعرض والإغراء والاستدراج والاستمالة، ويتنافسون فيما بينهم على الظهور بالمظهر الأكثر جاذبية وإغراءً حتى ربما نشأت أعراف تعتبر
الاحتشام تخلفاً،
والوقار انقباضاً،
والحذر وسوسةً وفقداناً للثقة بالنفس،
وتجنب المفاكهة مع الجنس الآخر كآبة وعزلة عن الآخرين.
ولذلك كانت هناك حاجة ملحة في هذا العصر إلى معالجة هذا الجانب من خلال تقوية النوازع الفطرية إلى العفاف ورعاية الحدود الدينية والشرعية والتمسك بالأعراف الراشدة والحميدة السائغة بالأسلوب الملائم.
كما أنّ هناك حاجة إلى استحداث أعراف أخرى اجتماعية وأسرية ملائمة للتعامل مع الأدوات الحديثة تحدد الانتفاع بها بحدود ملائمة تقي نوعاً من المحاذير والمفاسد المتوقعة، وهي أعراف يسعى إلى البناء عليها في الأُسر والعوائل
المحافظة والملتزمة.
ووجه الحاجة إلى إيجاد أعراف محدّدة لما يليق وما لا يليق في هذا الشأن أنّ الأعراف أدوات مؤثرة في حماية القيم والمصالح النوعية من جهة أنها تكون بيئة
اجتماعية موافقة لها، وهذا يسهل على الإنسان عملية التربية.
اقتباس : إبراهيم الحسني
#مجموعة_إكسير_الحكمة