هدم القباب في بقيع الغرقد
البقيع موضعٌ من الأرض، والغرقد نوعٌ من الشجر، فبقيع الغرقد يعني موضعٌ من الأرض يكثر فيه ذاك النوع من الشجر، وهو مقبرة بجوار قبر رسول الله (ص) في الجنوب الشرقي، مقابل المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.
عندما هاجر النَّبيُّ الأعظم (ص) إلى المدينة احتاج المسلمون إلى أرض يدفنون فيها موتاهم، فعيّن رسول الله (ص) لهم منطقة البقيع، وأول من دُفن فيها من المهاجرين هو عثمان بن مظعون،
ومن الأنصار هو أسعد بن زرارة.
أبرز من دُفن في بقيع الغرقد
الإمام الحسن (ع)
الإمام زين العابدين (ع)
الإمام محمد الباقر (ع)
الإمام جعفر الصادق (ع)
العباس عم النبي (ص)
إبراهيم ابن النّبي (ص)
المحسن ابن الإمام علي (ع) الذي سقط جنيناً من السيدة الزهراء (ع) في حادثة الدَّار.
السيدة أم البنين (ع).
وغيرهم كبعض الهاشميين وأزواج النّبي (ص).
سنة ١٢٢٠ هـ – ١٨٠٥ م دخل الوهابيّون المدينة المنورة بعد حصار طال سنة ونصف، فطلب عبد العزيز آل سعود الخدم السودان الذين يخدمون حرم النبي (ص) فضربهم حتى دلّوه علىٰ بعض خزائن الحضرة، وكان فيها من النقود ما لا يحصىٰ، وفيها تاج كسرىٰ أنوشروان، الذي حصل عليه المسلمون لما فُتحت المدائن، فأخذ قناديل الذهب وجواهر عديدة.
ثم خرج عبد العزيز آل سعود إلى البقيع يريد نجداً، فأمر بتهديم كل قبة كانت في البقيع، فهُدمت قبب قبور الأئمة، الحسن بن علي وعلي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق (عليهم السلام) وغير تلك القبب.
بقيت الأمور في البقيع على حالها إلى أن سقطت دولة آل سعود على يد العثمانيين، بعد أن عمَّ الغضب سائر البلاد الإسلامية بسبب تصرّفاتهم وعقائدهم المخالفة لعقائد المسلمين، وقام العثمانيون عن طريق محمد علي باشا باستعادة الحجاز، ثم أعادوا بناء الكثير من القباب على صورة من الفن تتفق مع ذوق العصر، وساعدهم في ذلك العلماء بالإضافة إلى التبرعات السخية والأضرحة الجاهزة التي كانت تأتي من أنحاء العالم الإسلامي، لكن بعد ذلك تعارضت تحركات محمد علي باشا مع مصالح الدول الغربية التي أرغمته على التنازل عن معظم الأراضي التي استولى عليها.
هُدمت مرة أخرى
أرسل الوهابيون قاضي قضاتهم “عبد الله بن بليهد” إلى المدينة المنورة في شهر رمضان سنة ١٣٤٤، وبعد دخوله المدينة، وجه إلى علمائها هذا السؤال: “ما قول علماء المدينة زادهم الله فهماً وعلماً في البناء على القبور واتّخاذها مساجد، هل هو جائز أم لا؟
جبن علماء المدينة عن قول الحق، فأفتوا بأنّ البناء على القبور ممنوع للإجماع!!!
وفي الثامن من شهر شوال عام (١٣٤٤هـ) توجهوا إلى قبور البقيع فهدموا قبابها والأضرحة والمساجد بصورة كاملة.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
#مجموعة_إكسير_الحكمة