أجوبة الشبهاتدين

بنتُ النبيّ السبيّة!!

أخونا محمد جعفر طلب منَّا أنْ نتكلم بإسهابٍ عن السيدة زينب (صلوات الله عليها) وعن مكانتها، وهذا دليلٌ على اهتمامه وحبِّه للسيدة العظيمة.
ونحن سوف نلبي طلبه، لكن نعتذر منه بأننا لو ملأنا كلَّ الصفحات حديثاً عنها لما كفانا ذلك؛ لأنها زينب، اسمها فقط يوحي بعظمة شخصها.

وننقل ما قاله الشيخ الصدوق:
«إِنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ (ع) أَوْصَى إِلَى أُخْتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ عَلِيٍّ فِي الظَّاهِرِ، فَكَانَ مَا يَخْرُجُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ (ع) مِنْ عِلْمٍ يُنْسَبُ إِلَى زَيْنَبَ سَتْراً عَلَى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ (ع).»
[كمال الدين ج2 ص507]

وقال في أعيان الشيعة: «كانت زينب(ع) من فضليات النساء، وفضلها أشهر من أنْ يُذكر، وأبين من أنْ يسطر، وتُعلم جلالة شأنها وعلو مكانها وقوّة حجّتها ورجاحة عقلها وثبات جنانها وفصاحة لسانها وبلاغة مقالها حتّى كأنّها تفرعُ عن لسان أبيها أمير المؤمنين(ع) من خطبها بالكوفة والشام، واحتجاجها على يزيد وابن زياد».
[أعيان الشيعة 7/137]

وقال السيّد الخوئي(قدس سره): «إنّها شريكة أخيها الحسين(ع) في الذب عن الإسلام والجهاد في سبيل الله، والدفاع عن شريعة جدّها سيّد المرسلين، فتراها في الفصاحة كأنّها تفرغ عن لسان أبيها، وتراها في الثبات تنبئ عن ثبات أبيها، لا تخضع عند الجبابرة، ولا تخشى غير الله سبحانه، تقول حقّاً وصدقاً، لا تحرّكها العواصف، ولا تزيلها القواصف، فحقّاً هي أُخت الحسين (ع) وشريكته في سبيل عقيدته وجهاده».
[معجم رجال الحديث 24/219].

ثمّ إنها صبرت على مصائب تجلّ عن الوصف، ويقصر عن تصورها الذهن، آخرها فجائع الطف التي أدمت قلبها وعينيها، والسبي الذي جرّعها الغصص والآلام، وكانت في كلّ ذلك صابرةً محتسبةً قويةً في نفسها مدافعةً عن نهضة أخيها وعن إمام زمانها ابن أخيها زين العابدين (ع)، وعن عائلتها ونسائها، بكل احتجاب واحتشام، (حيثُ برزت – بحجابها وحشمتها المشدّدة – مضطرةً لذلك، وإلا فإنّ سيرتها الاحتجاب عن الرجال مطلقاً).

ولم يطُل عمرها الشريف بعد أخيها الحسين (ع) حتى التحقت به وبسادة الخلق جدها وأبيها وأمها وأخوتها (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
وبذلك تكون السيدة زينب (ع) قدوةً، ليس للنساء فقط، بل للرجال أيضاً.

فسلامٌ عليها من محتسبةٍ صابرة، وجزاها الله تعالى عن التشيّع ومعتنقيه خير جزاء الصالحين.

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى