عرض الملابس النسائية على واجهة المحلات
تجارةٌ أم قلَّة غيرة وحياء؟!
الغيرة والحياء صفتان فطريّتان مركوزتان في قرارة الإنسان السَّويّ قبل أن يكونا تشريعاً وديناً، والغيرة موجودة حتى عند بعض الحيوانات كالإبل كما يقول المعنيون بتربيتها.
وكلَّما كان الحياء والغيرة قويّان في الإنسان كان تحسّسه مما يُنافيهما قوياً أيضاً.
ومن علامات قلَّة الغيرة والحياء هو عرض الملابس النسائيَّة على واجهة محلَّات بيع الملابس، بل يذهب بعضهم إلى جعلها على مجسَّماتٍ تجسّد بعض مواضع الريبة والفتنة.
وهذا – علاوةً على كونه فعلاً شنيعاً – فإنَّ شناعته تزداد إذا كان بمقربة من المراقد المقدَّسة والأماكن العباديَّة المشرَّفة.
فالغيرة خُلُقٌ نبويٌّ عظيم، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (ع) قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّه – صلى الله عليه وآله -: ” كَانَ إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام- غَيُوراً وأَنَا أَغْيَرُ مِنْه، وجَدَعَ اللَّه أَنْفَ مَنْ لَا يَغَارُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والْمُسْلِمِينَ”. [الكافي ج٥ ص٥٢٦] وجدعُ الأنف كناية عن الذلَّة، فالذلَّة أثرٌ وضعيٌّ لعدم الغيرة.
وفي الحياء ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قَالَ : « لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا حَيَاءَ لَهُ ». الكافي ج٣ ص٢٧٦
فينبغي للمؤمن أن يتأسَّى بنبيّه وأهل بيته (عليه وعليهم الصلاة السلام) في كلِّ خصلة، لقوله تعالى : “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ” [الأحزاب الآية ٤٢].
#مجموعة_إكسير_الحكمة