التوثيق التاريخي لحادثة الهجوم على دار الإمام عليّ (ع) من كتب أبناء السنّة:
لا يمكن عدّ الحديث عن واقعة الهجوم على دار الإمام علي (ع) بعد وفاة النبي (ص) حديثا مذهبيا خاصّا لأنّ هذه المسألة قد اتفق على روايتها جمع كبير من مؤرخي المذاهب الأخرى رغم ما فيها من تعريض برموزهم نعم اختلفوا في نقل التفاصيل ولكن الاختلاف في التفاصيل شيء وإنكار أصل الحادثة شيء آخر.
وأضع بين أيديكم هنا بضعة نصوص لكبار مؤرخي وعلماء أهل السنة والجماعة ممّن نقلوا هذه الحادثة:
أوّلاً: نقل الصفدي في كتابه (الوافي بالوفيات) آراء وعقائد النظّام (إبراهيم بن سيّار من أكابر المعتزلة توفي سنة 231هـ) ومن جملتها قوله : “ان عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها” الوافي بالوفيات ج6 ،ص17 ،ونقله ايضا الشهرستاني في الملل والنحل ج1 ،ص57
ثانياً: ابن أبي شيبة العبسي (وهو من أوائل محدّثي أهل السنة توفي سنة 235هـ) روى في كتابه المصنف بسند صحيح عند السنة التهديد بإحراق الدار وأن عمر قال للزهراء عليها السلام “وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت” المصنف ،ج8 ،ص572
ثالثا: أحمد بن يحيى البلاذري (المتوفى 270هـ) قال في كتابه أنساب الأشراف بسند صحيح أيضا “«إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة فلم يبايع، فجاء عمر ومعه فتيلة! فتلقته فاطمة على الباب. فقالت فاطمة: يابن الخطاب، أتراك محرقاً عليّ بابي؟ قال نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك…!» انساب الاشراف، ج1، ص586
رابعاً: المبرد محمد بن يزيد البغدادي الأديب المعروف (المتوفى 285هـ) قال في كتابه (الكامل): روى عن عبد الرحمن بن عوف أن أبا بكر قال في مرضه الذي مات فيه “وددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة وتركته ولو أغلق على الحرب” هكذا نقل ابن ابي الحديد في شرح النهج عن كتاب الكامل أما المطبوع الان منه فيبدو انه ناله التحريف على يد محقق الكتاب أحمد محمد الدالي في هذا الموضع.
خامساً: محمد بن جرير الطبري المؤرخ الشهير (المتوفى 310هـ) روى في تاريخه المعروف بتاريخ الطبري وبسند صحيح قال: “أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين، فقال: والله لاحرقنّ عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة، فخرج عليه الزبير مصلتاً بالسيف فعثر فسقط السيف من يده، فوثبوا عليه فأخذوه” تاريخ الطبري ،ج2 ،ص443
سادساً: – أحمد بن أبي دارم الكوفي (المتوفى 357) ترجمه الذهبي في ميزان الاعتدال وذكر بعض أحواله ومنها انه في آخر حياته كان بعض طلابه يقرأ عليه : «إنّ عمر رفس فاطمة حتى اسقطت بمحسن!» ميزان الاعتدال ج1 ،ص139
سابعاً: – سليمان بن أحمد الطبراني (المتوفى 360هـ) روى في كتابه المعجم الكبير ج1 ص62 قول أبي بكر في مرضه الذي مات فيه : “ثلاث فعلتهنّ وددت أنّي تركتها ثلاث تركتهنّ وددت أنّي فعلتها أمّا الثلاث اللائي وددت أني لم أفعلهنّ فوددت إنّي لم أكن أكشف بيت فاطمة وتركته”
وقد ورد ذكر الحادثة بدرجات متفاوتة من حيث التفصيل في مصادر اخرى لمؤرخين وكتاب من أكابر علماء أهل السنّة والجماعة في القرن السابع وما بعده منها: تاريخ دمشق لابن عساكر (ت711هـ) ،المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء (ت732هـ) ،نهاية الإرب ،النويري (ت733هـ) ،مسند فاطمة للسيوطي (ت911هـ) ،كنز العمال ،المتقي الهندي (ت975هـ) والجويني في فرائد السمطين والذهبي في تاريخ الاسلام وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان وغيرهم ..
الشيخ ليث الكربلائي