أُعجبتُ ليلة البارحة بتوافد الشباب المتلهّف لرؤية المرجع الأعلى (دام ظلّه)، وقد لاحظتُ التفاوت في أعمارهم، لكنّ المثير للاهتمام أنّني رأيتُ اثنين من الأطفال اليافعين، أُقدّر عمرهما بين (12–13) سنة، وقد أخذ أحدهما يطلب من الأخ منظّم الزيارة رؤية المرجع الأعلى، فردّ عليه الأخ: “اذهب الآن وتعال الساعة التاسعة صباحًا لتتمكّن من رؤية سماحة السيّد.”
استبشر هذا الصبيّ وطار من الفرح، وأخذ يخطو نحو أهله وكأنّه فاز بشيءٍ طالما حلم به.
وفي تمام الساعة التاسعة من صباح هذا اليوم، عاد المشهد ولكن من زاويةٍ أخرى؛ فقد رأيتُ رجلًا متوسط العمر يصطحب معه أولاده، وقد لاحظتُ شغف أصغرهم واهتمامه، وربّما كانت هذه زيارته الأولى.
وقد بدا لي مدى اهتمام الأب بأولاده وإتيانه بهم إلى المرجعية.
خطرت وتعاقبت في ذهني الأفكار للتعبير عن هذه المواقف الأصيلة، في زمنٍ تتهافت فيه الناس وتزدحم على التقاط الصور مع التافهين.
شكراً لهؤلاء الآباء الذين يصطحبون أولادهم لرؤية مرجعهم؛ فهم ربّما لا يُدركون أهمية هذا الفعل ومدى تأثيره في المستقبل.
لكنّ هذا الصبيّ في عمر الثانية عشرة، سيتذكّر هذه الزيارة كثيراً، ويلتمس ثمارها الفقهية لاحقًا،….. .
هذه مسؤولية عظيمة ومهمة شريفة تقع على عاتق الآباء، لذا نقول: علّموا أولادكم حب المرجعية قبل أن يفلتوا ويضيعوا وتتلقفهم أشواك المدعين.
– الشيخ حسن الجوادي