العلامة عبد الحسين الأميني (رحمه الله تعالى) الذي ألّف موسوعة الغدير التي جمع فيها الدلائل الواضحة على ولاية أمير المؤمنين (ع)، وكان (رحمه الله) قويّ الحجة في إثبات الولاية!
يُذكر أنّ عدداً كبيراً من حفاظ أهل السُّنَّة في بغداد (٧٠ – ٨٠) دعَوا العلَّامة الشيخ عبد الحسين بن أحمد الأميني (صاحب موسوعة الغدير) لمأدبة عشاء، ولكنَّه رفض ذلك، إلا أنهم أصرُّوا عليه، وأخيراً قبِل العلامة، وشرط عليهم أن يُكتفى بالعشاء من دون أن يجري أي بحث فقهي أو عقائدي فقبلوا ذلك.
وبعد أن تناولوا العشاء أراد أحد علماء أهل السنَّة أن يفتح باب البحث مع الشيخ الأميني.
فقال العلَّامة: كان شَرطي أن لا يكون هناك أي بحث.
إلا أنهم أصروا عليه بأن يذكر كل شخص حديثاً، حيث كانوا من الحفاظ للحديث، وحافظ الحديث يعني أنه يحفظ مئة ألف حديث حسب المصطلح.
فذكر كلُّ شخصٍ منهم حديثاً، إلى أن وصل الدور إلى العلَّامة الأميني، فقال: شرطي بقراءة الحديث هو أنَّكم جميعاً تؤكِّدون صحَّة الحديث سنداً، فقبلوا ذلك جميعاً.
فقال: قال رسول الله (ص): (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهلية)، ثمَّ سَأل الشيخُ الحضورَ عن سند الحديث، فأكَّد الجميع على صحَّة السَّند.
ثم قال: بعد ما أكَّدتُّم صحة سند الحديث أسئلكم : فاطمة الزَّهراء (ع) هل كانت تعرف إمام زمانها أم لا؟
إذا كانت تعرفه فمن كان؟
سكتوا لبرهةٍ من الزمن، ونكَّسوا رؤسهم لأنَّهم ما كانوا يملكون جواباً.
ثم تركوا المجلس واحداً تلو الآخر وهم يردِّدون: إذا قلنا لم تعرف فاطمة إمام زمانها فهذا يعنى أنَّها ماتت كافرة، وحاشا أن تموت فاطمةُ كافرةً، وإذا قلنا كانت تعرف، كيف نقول هو أبو بكر؟ وحال أنَّه جاء في البخاري أنَّ فاطمة ماتت وهي ساخطةٌ على أبي بكر.
ولأنَّهم كانوا لا يملكون إلَّا تأييد ولاية علي بن أبي طالب (ع)، أُجبروا على ترك المجلس بفشلهم وخجلهم.