تميل الفتاة إلى أبيها بالفطرة، تجبرُ بقوتِه ضعفَها، وترى في مهابته عند الناس عزّها وأمنها، وهذا التعلّق الفطري لمسته حتى تلك الأعرابيَّة بنت علقمة التي سمرت تحت ضوء القمر الباهر، وجلست فوق العشب الأخضر الزَّاهر وقالت مثلها المشهور : “كلُّ فتاةٍ بأبيها معجبة” .
ولذلك كان على الأب نصيبٌ من تربية البنت، فهو يشاطر الأم في عملية التربية، من الجوانب الأخلاقيَّة والدينيَّة، والجسدية.
فعليه أولاً – وهو أهمُّ شروط التربية – اختيار الأم الصالحة لها.
قال رسول الله (ص) :” تخيَّروا لنطفكم، فإن العرق دساس” [الوافي ج3 ص 706].
ويجب – ثانياً – على الأب توفير الاحتياجات الجسديَّة والنَّفسية لها، من الغذاء المناسب لنمو الجسم، وتقديمه لها بكلّ كرامةٍ واحترام، فعن رسول الله (ص) أنّه قال: “من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور؛ فإنّه من فرّح ابنة فكأنّما أعتق رقبة من ولد اسماعيل، ومن أقرَّ عينَ ابن فكأنّما بكى من خشية الله، ومن بكى من خشية الله أدخله جنّات النعيم”[وسائل الشيعة ج21 ص514].
وثالثاً : إشباع حاجاتها العاطفيَّة من الضمّ والتقبيل والرّبت على الكتف والتشجيع على ممارسة العادات الحسنة.
كما يجب – رابعاً – تغذية الجوانب الروحيَّة المتعلّقة بالدين، فيعلّمها – وهي طفلة – أصول دينها بالمقدار الذي تسعه مداركها، وتربيتها على العفاف والحشمة، وهذا هو أهم واجباته.
#مجموعة_إكسير_الحكمة