الذي كان نعم الناصح والمربي للشباب
أتذكر بأيام حياته الكريمة كنا نزوره دائما ونستمع لنصائحه وكلامه العطر.
أتذكر هذه الزيارة وأذكّر نفسي دائماً بها
أكتب ماسمعته منه (قدس) عند لقاء وفد من (رابطة شباب الديوانية) بسماحته وبمحضر آية الله السيد محمد رضا السيستاني (دامت بركاته) بتاريخ 30\5\2018 ليلة النصف من شهر رمضان 1439 هـ.
وفيما قال (قدس):
كانت الكوفة في زمن الامام الصادق ع عاصمة التشيع، وكانت البصرة عثمانية الهوى لكنها لا تخلو من الشيعة، والشيعة فيها قلة، وقد وقفتُ على رواية قبل مدة مضمونها كالآتي: ( الامام الصادق (ع) يسأل احد اصحابه من الكوفة يسمى ابو خديجة : كم المسافة بينكم وبين البصرة ؟ فقال ابو خديجة : خمسة أيام على النهر اذا طاب الهواء وثمانية على الظهر، فقال الإمام (ع) : انها مسافة قريبة، تزاوروا فيما بينكم فانه حياة لدينكم )، فالامام يحث على التزاور فيما بين الشيعة، فكيف هو ثواب زيارتكم لائمتكم ولمرجعيتكم وخصوصا ونحن في شهر رمضان !
ثم اضاف سماحته :
قرأت لاحد المستشرقين الغربيين كتابا كتبه قبل سنة الـ 1900 م قال فيه :
ان قوة الشيعة تكمن في ثلاث نقاط، اذكرها لا على نحو الترتيب :
1- انفتاح باب الاجتهاد لديهم .
2- ايمانهم بامامهم الغائب (عج) .
3- وقضية الامام الحسين (ع) .
ثم قام الكاتب الغربي بالتفصيل عن قضية الامام الحسين (ع) وقال : ان كل شخص من الشيعة يعتبر داعية لمذهبه، فأنا رأيت احد الاشخاص بحراني الجنسية في ميناء مرسيليا في فرنسا جالس على كرسي ويقرأ مصيبة الحسين ع في كتاب صغير ويبكي وبعد ان اتم مجلسه قام بتوزيع ثواب للامام الحسين ع ، فقلت : ان هؤلاء الان تقريبا 50 مليون فكيف بهم بعد قرنين اذا كان كل واحد منهم يعتبر نفسه داعية لمذهبه ! . .
وهذا الامر فقط عند الشيعة ان يكون كل منهم داعية لمذهبه لا تجده عند بقية المذاهب والاديان، حيث ان البقية يكون لديهم دعاة وهم موظفون لغرض الدعوة، فانا كنت في لندن لغرض العلاج، وسكنا في بعض قرى لندن وخرجت اتمشى كجزء من العلاج، ورجعنا فجلسنا عند باب البيت حيث كانت الشمس لطيفة، فأتت امرأة جنسيتها لبنانية سلمت علينا وتكلمت معنا بلطف وسالتنا عن سبب جلوسنا، فقلنا : لغرض التعرض للشمس، وهي عرفت اننا مسلمون، وفي الْيَوم الثاني وجدت في المكان الذي يوضع فيه البريد كتيبات ورسائل دعوة للكنيسة وللمسيحية فعرفنا انها داعية وهي موظفة لهذا الغرض !
انتم ايها الشباب كونوا دعاة الى مذهبكم، لا نقول قم بالدعوة فقط، فلوازم العيش مطلوبة، لكن من مكان عملك ادعُ لمذهبك بأي وظيفة كنت حتى سائق التكسي يجب ان يكون داعية بالقدر المتيسر، ايضا على الانترنت انتم ايها الشباب كُل من موقعه يجب ان يدعو الناس وهذا واجبكم، وكما ان واجبي ان ابلغكم بذلك فعليكم ان تنقلوا هذا الحديث لغيركم .
وكونوا دعاة بصدقكم وامانتكم وحسن سلوككم حيث ينقل انه في بداية الخمسينيات وعند تأسيس شركة ارامكو السعودية كان القرار ان يتبوأ السعوديون السُّنة المناصب العليا في الشركة والمناصب الدنيا تكون للشيعة كالعامل مثلا او رئيس عمال، ولكن بعد مرور مدة من الزمن صار الشيعة يتبوأون مناصب اعلى من السابق وعندما سئلت ادارة الشركة قالوا : ان الشيعة اكثر امانة وصدقا من غيرهم، وبعد مرور مدة صار الشيعة يرتقون بالمناصب والسبب الصدق والأمانة، وقبل كم سنة جاءني وفد سعودي واخبرتهم بهذه القصة فقالوا لي : الان نائب مدير الشركة شيعي ! والسبب في ذلك الصدق والامانة، وايضا جاءني وفد من اميركا فأخبرتهم بالقصة فقالوا : نعم فعلا جاءنا احد المهندسين السعوديين واخبرنا بها !
وايضا ينقل عن احد الاخوة في اميركا انه تسوق من سوبر ماركت فأخذ قائمة التسوق ودفع السعر، فلما رجع الى اهله وفي البيت دقق القائمة فوجد خطأ في الحساب وان للسوبر ماركت حق، فرجع ومعه القائمة وأخبرهم بان عليه حق للماركت، فقالوا له ؛ هل انت شيعي ؟! لان الشيعة مشهورين هناك بالصدق والامانة،
والكثير توقع ان هجرة الكثير من الشيعة الى أوربا وأمريكا سيسبب انحلال لهم في تلك المجتمعات لكن حدث العكس، فانهم ثبتوا ونقلوا صورة جميلة عن التشيع وعرفوا الناس بالمذهب الحق .
جاءني احد الأوربيين (لعله قال السفير الاسباني) قبل كم سنة وتحدث معي وسألته : كيف كنتم تنظرون للشيعة ؟ فقال : كنا نعتبرهم وحوش لابشر ! فقلت له : والآن ؟ فقال : لا، تغير النظر كثيرا، فهم أناس طيبون وصادقون، وهذا بسبب صدق وامانة الشيعة الذين هاجروا لأوروبا .
ثم اختتم سماحته الحديث قائلا : النصر سيكون لكم وانا مطمئن لذلك، وفي مدة سابقة من الزمن كنت قد توقعت ان يمر الشيعة بمحرقة بعد ان تولى صدام الحكم في العراق وشاه ايران يريد ان يحول ايران الى النظام الشاهنشاهي، فقلت : اننا مقبلون على معركة ومحرقة لكن سيكون النصر لنا في النهاية، وفعلا كان النصر لنا.
ـ نصير شُبّر