يُعَدُّ سعيد بن جبير (رض) تاريخاً من طبقة التابعين، أي ممن كان بعد أصحاب رسول اللّٰه (ص)، وكان عالماً في التفسير والفقه وغيرهما من العلوم.
نشأ سعيد في الكوفة وتلقّى أولى علومه من مسجدها ثم سافر إلى مكة المكرّمة وصحب عبد الله بن عباس وأخذ علومه منه.
كان من مفاخر التاريخ الإسلامي، وجد ضالّته عند ينابيع الإسلام الصافية المتمثلة بمدرسة آل محمد (ع)، فتخلّق بأخلاقهم وحمل علومهم ومعارفهم، ناصراً للحق خاذلاً للباطل، فصحب الإمام السجّاد (ع) وأخذ من علومه، ونُقِلَت لنا عدّة أحاديث تدلّ على تشيعه وإيمانه بإمامة جميع الأئمة (ع) وعدة مسائل تميّز بها الشيعة عن غيرهم.
روي عن الإمام الصادق (ع): أنَّ سعيد بن جبير كان يأتمُّ بعلي بن الحسين عليهما السلام، وكان عليٌ عليه السلام يُثني عليه وما كان سبب قتل الحجاج له إلَّا على هذا الأمر، وكان مستقيماً. [الاختصاص ص205]
عاصر سعيد عدة جرائم لبني أمية فكان يبغضهم لأنهم من أهل الباطل حيث روي عن سعيد أنَّه قال عن بني أمية: (قاتلوهم على جورهم في الحكم وخروجهم من الدين وتجبرهم على عباد الله وإماتتهم الصلاة واستذلالهم المسلمين). [الطبقات الكبرى لابن سعد ج6 – ص265]
ودار بينه وبين الحجّاج حوار وانتهى بأمر الحجّاج بقتله، فدعا عليه سعيد، ثم قُطِع رأسه، ونقل لنا التاريخ ما يلي: (فلم يلبث الحجّاج بعده إلّا أربعين يوماً، وكان إذا نام يراه في المنام يأخذ بمجامع ثوبه ويقول : يا عدو الله فيم قتلتني؟ فيقول الحجاج: مالي ولسعيد بن جبير، مالي ولسعيد بن جبير؟).
(البداية والنهاية لابن كثير ج9 – ص115)
استشهد في ٢٥ ربيع الأول سنة ٩٥هـ ، وقبره (رض) الآن في محافظة واسط.
#مجموعة_إكسير_الحكمة