تعتبر العاطفة الجياشة التي يعبّر بها الشيعة عن ولائهم وحبهم لأهل البيت (ع) والتعاطف مع مظلوميتهم من أبرز العوامل التي جعلتهم – مع عامل الحجة الواضحة – يلتفّون حول أئمتهم ويتمسكون بهم.
وهذه العاطفة الفطرية النقية التي ثبتَتْ في وجدان المؤمنين أصّلَ لها الرسول الأكرم (ص) ببكائه سيد الشهداء في حياته، ووثَّق هذا التأصيل السنة والشيعة في كتبهم الحديثية؛ فعند السنة روى الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين ” عن سلمى قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَهِيَ تَبْكِي فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ يَبْكِي وَعَلَى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ التُّرَابُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: شَهِدْتُ قَتْلَ الْحُسَيْنِ آنِفًا” [المستدرك على الصحيحين ج4 ص19]
وأكَّد هذه العاطفة ووجهَّها أئمة أهل البيت (ع) من ذرية الحسين (ع) وجعلوا الطف الحادثة المركزيَّة التي تجسَّدَ فيها طغيان حزب السقيفة تجاه أهل البيت الذين يمثلون بقية النبي الأعظم ووصيته في أمته بما ثبت عنه (ص) في مصادر السنة والشيعة.
وقد بيّن أهل البيت أنَّ هذه التوصية بعزاء سيد الشهداء مصدرها النبي الأكرم (ص)؛ ففي بحار الأنوار عن الإمام العسكري (ع) في تفسيره عن رسول الله (ص) أنه قال (ألا وصلى الله على الباكين على الحسين رحمة وشفقة، واللاعنين لأعدائهم والممتلئين عليهم غيظاً وحنقاً، ألا وإنّ الراضين بقتل الحسين شركاء قتلته، ألا وإنّ قتلته وأعوانهم وأشياعهم والمقتدين بهم براء من دين الله) [بحار الأنوار ج44 ص 304]
ورغم التضييق الجائر طوال قرون من قبل السلطات تجاه مظاهر الحزن والعزاء والمواساة للنبي وآله بمصاب سيد الشهداء، فقد استمر الشيعة في إحياء العزاء والتذكير بالفاجعة العظمى، حتى تجسَّدت الآن بالمسيرة الأعظم في تاريخ البشرية المتمثلة بمسيرة الأربعين، إضافةً إلى مسيرات العزاء في أغلب دول العالم، إذ ينشرون فضائل أهل البيت ويذكّرون بما فعل الأوَّلون الذين تبعوا من انقلب على الأعقاب بعد وفاة النبي (ص)، ويوصلون رسائل سيد الشهداء للمسلمين لعلَّهم يعقلون.
وسيستمر ذلك حتى يرث المستضعفون الأرض بأمر الله تعالى.
اللَّهم عجّل لوليك الفرج، واجعلنا من أنصاره وأعوانه ومقوِّية سلطانه.
#مجموعة_إكسير_الحكمة
هل العاطفة الجياشة العامل الأول لالتفاف الشيعة حول اهل البيت ام عامل الحجة هو العامل الاول؟
هل العاطفة الجياشة هي العامل الاول او الثاني لالتفاف الشيعة حول اهل ابيت