شلون تگولون ميصير تتحدثون سياسة بالشعائر، بينما في خطاب ممثل المرجعية عند رفع الرايات كان مشحوناً بالرسائل السياسية؟
أخي الحبيب لاحظ الجواب على ما أشكلت:
أولاً : حينما نقول لا تسيّسوا الشعائر، فهذا النهي ليس من عندياتنا ليتم الاعتراض عليه، وإنما هو قول جلّ مراجع التقليد وعلماء الدين، سواء كان كلامهم بالتنصيص على السياسة كالسيد الحكيم (قدس) والشيخ الفياض والكثير من علماء وفضلاء الحوزة العلمية، أو بما يعمُّها كالسيد السيستاني الذي أوصى بالتجنّب عن كل ما يفرق وحدة الصف، ولا شكّ في أنّ أبرز ما يفرق وحدة الصف هو الخطاب السياسي مهما كان عاماً بحسب نظرك، ويفترض بنا أن نسلّم للحجة الشرعية.
ومن تمّت حجته الشرعية على غير ذلك فلا ينبغي له مصادرة الآخرين والتهجّم على مَن لم يأتِ بالسياسة في الشعائر.
ثانياً : الشيخ الكربلائي هو الممثل عن المرجعية العليا للطائفة الشيعية، وهذا المقام يستدعي أن يكون خطابه فيه رسائل عامة وعالمية تتناسب مع أحداثٍ كبيرة حدثت في المنطقة، وقياسه على بقية الفعاليات الشعائرية قياس مع الفارق الواضح.
وإن أبيت النقطة الثانية، فنقول في ثالثاً:
إنّ بيانات المراجع وتوصيات الأعلام في عدم تسييس الشعائر قاعدة عامة، وقد قيل في الأصول: ما من عام إلا وقد خُصّ. فيكون خطاب الشيخ الكربلائي الأخير بمثابة الخاص (للضرورة القصوى)، وتبقى القاعدة شغّالة.
وإلا فليس من المعقول أن نرفع اليد عن كل تلك الاستفتاءات والتوصيات والمنبّهات العقلائية بعدم إقحام الشعائر في السياسة بسبب رسائل سياسية ضرورية قيلت في تجمّع حسيني إعلامي ذي طابع خاص، خصوصاً وأنّ سيرتهم في العزاء عدم التطرق للسياسة، وإن كان الحضور من عامة الناس.
– أبو تراب مولاي