إنّ الإله الكامل على الإطلاق العالم بالخفيات والمحيط بحقائق المصالح والمفاسد وأسرارها إله الرحمة والرأفة والصلاح والإصلاح هل يليق بجلاله وكماله وقدسه ورحمته أن يهمل الانسان المدني الطبع ويتركه بلا تعليم يكمّله ولا شريعة تنظم اجتماعه وتهذب مدنيته وتحفظ الحقوق وتقوم بالإصلاح، جارية على حقيقة الحكمة في
مصلحة النوع والفرد، تكافح فلتات الجهل بحقائق المصلحة النوعية وتقاوم الشهوانيات الشخصية والعصبيات القومية والعوائد الاستبدادية؟ أم هل
يليق بجلاله وقدسه وكماله ورحمته أن يهمل الانسان من تعليمه بالأخلاق الفاضلة لكي يتجمل بفضيلتها وينتظم بها أمر الاجتماع وتشابك المدنية.
وينبهه على الأخلاق الردية لكي يصد بذلك مخادعة الأهواء ومخالسة الشهوانيات ومغالطة العوائد فيصون العمران والمدنية والاجتماع وشرف الإنسانية وسعادة مستقبلها من وباء الأخلاق الردية وعواصفها المدمرة.
_ الشيخ محمد جواد البلاغي
كتابه: الرحلة المدرسية، ج ٣، ص٤٥٦.
#كلمات_الأعلام
#مجموعة_إكسير_الحكمة