(النّعي على الميت في مجالس الفواتح وترك النواح على الإمام الحسين (ع) !!)
ورد في الروايات استحباب الجزع على الإمام الحسين (ع)، فعن الإمام الصادق (عليه السلام):”كلُّ الجزع والبكاء مكروه ما خلا الجزع والبكاء لمقتل الحسين (ع)” [وسائل الشيعة ج10 ص395].
وكذلك ندبت الروايات إلى إنشاد الشعر وكتابته والرثاء بصوتٍ حزينٍ لمقتل الإمام الحسين (ع)، فقد دخل أبو هارون المكفوف على الإمام الصادق (ع) فأمره أن ينشده بالرقة، (أي بصوتٍ حزينٍ) ثم قال له:” يا ابَا هَارُونَ! مَنْ أَنْشَدَ فِي الْحُسَيْنِ (ع) شِعْراً فَبَكَى وَأَبْكَى عَشْراً كُتِبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَ مَنْ أَنْشَدَ فِي الْحُسَيْنِ شِعْراً فَبَكَى وَأَبْكَى خَمْسَةً كُتِبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَنْشَدَ فِي الْحُسَيْنِ شِعْراً فَبَكَى وَأَبْكَى وَاحِداً كُتِبَتْ لَهُمَا الْجَنَّةُ، وَمَنْ ذُكِرَ الْحُسَيْنُ عليه السلام عِنْدَهُ فَخَرَجَ مِنْ عَيْنِهِ مِنَ الدُّمُوعِ مِقْدَارُ جَنَاحِ ذُبَابٍ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى اللَّهِ وَ لَمْ يَرْضَ لَهُ بِدُونِ الْجَنَّةِ” [كامل الزيارات ص208].
ولكنَّ بعض مجالس الفواتح تركت مواساة النبيّ الأعظم (ص) وجعلت كلَّ هذا الثواب في الجزع على الإمام الحسين (ع) خلف ظهرها وأخذت تنعى الميت في مجلس الفاتحة مع أنه لا ثواب فيه، ولو أقاموا مجلس الإمام الحسين (ع) كما هي العادة المتّبعة، وجعلوا ثوابه إلى روح الميت لكان خيراً وأحسن عملا، ولجمعوا بين ذكر الإمام الحسين (ع) وإثابة الميت بهذا المجلس.
إنّ النعي على الميت في مجالس الفواتح مع أنه لا ثواب فيه فانّه يصاحبه بعض الحالات غير اللائقة كشق الثوب والصراخ أمام عامة الناس وانهيار ذوي الميت، مع أنّ مجلس الفاتحة يُنصب لأجل المواساة وليس لتهييج مشاعر وعواطف أصحاب المصاب .
#مجموعة_إكسير_الحكمة