يمكن أنْ ترى هذا العنوان غريباً ولكن دعنا نقرأ هذا الحديث المرويَّ عن رسول الله (ص): “رُبَّ تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه”!!
[مستدرك الوسائل ج4-ص249]
زين ليش القرآن يلعن قسماً من الذين يقرؤونه؟!
الجواب هو إذا كان القارئ للقرآن يعمل المعاصي وهو ملتفت فهو بصراحة يخالف القرآن الكريم الذي ينهى بشدّة عن المعاصي ويتوعَّد عليها النار، فكأنَّما هذا القارئ يستهزئ بالقرآن!!
روي عن رسول الله (ص) أنَّه قال: “من قرأ القرآن ثم شرب عليه حراماً أو آثر عليه حبّاً للدنيا وزينتها، استوجب عليه سخط الله، إلّا أنْ يتوب”.
[أمالي الشيخ الصدوق ص513]
طبعاً مو معناهه كون يترك قراءة القرآن الكريم، بل يكون يلتفت لنفسه ويعمل بما يقرأ ويترك المعاصي {اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ}.[الشورى 47]
لأنَّ القرآن الكريم كتاب هداية {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}.[ الإسراء 9]
ونختم بالحديث المروي عن الإمام الصادق (ع): (القُرَّاءُ ثلاثة، قارئٌ قرأ القرآن ليستدرَّ به الملوك ويستطيل به على الناس، فذاك من أهل النار، وقارئٌ قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيَّع حدوده فذاك من أهل النار، وقارئٌ قرأ القرآن فاستتر به تحت بُرْنُسِهِ①، فهو يعمل بمحكمه ويؤمن بمتشابهه ويقيم فرائضه ويُحلُّ حلاله ويُحرِّم حرامه فهذا ممّن ينقذه الله من مضلّات الفتن، وهو من أهل الجنَّة ويشفع فيمن شاء). [الخصال ص143]
① البُرْنُس: الثوب، والمعنى أي مشغول بنفسه، لا يُرائي بقراءته، يقرأ ليفهم، ويتدبَّر ليعلم، ويعلم ليعمل.
#مجموعة_إكسير_الحكمة