كان الصحابي الجليل عمار بن ياسر (رض) من أوائل المسلمين، حيث أسلم في دار الأرقم بن أبي الأرقم سراً وأسلم بعده أبواه، وعندما علمت قريش بإسلامهم قامت بتعذيبهم أشد التعذيب والرسول (ص) يُصبِّرهم ويَعِدُهم بالجنة، ثم مات أبوه ياسر وأمه سمية (رضوان الله عليهما).
واضطرَّ عمار لموافقة المشركين بلسانه من أثر التعذيب القاسي لكنَّ قلبه كان ثابتاً على الإيمان، حيث روي عن الإمام الصادق (ع) أنَّه قال: (…، عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة وقلبه مُطمئنٌّ بالإيمان، فأنزل الله عز وجل فيه “إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ” …). [الكافي الشريف ج2 – ص219]
وعمار من أفاضل أصحاب رسول الله (ص)، حيث ورد في مدحه أحاديثُ كثيرة، منها ما روي عن أمير المؤمنين (ع) أنَّه قال: قال النبي (ص): (الجنة تشتاق إليك وإلى عمار وسلمان وأبي ذر والمقداد). [الخصال ص303]
وكان من الثابتين مع أمير المؤمنين (ع) في مواقفه وكلماته حتى جاء يوم حرب صفِّين ولما رأى عمار شدة القتال سأل فقال: (يا أمير المؤمنين هو هو؟ قال: ارجع إلى صفّك، فقال له ذلك ثلاث مرات، كلُّ ذلك يقول له ارجع إلى صفك، فلما أن كان في الثالثة قال له نعم. فرجع إلى صفه وهو يقول:
اليوم ألقى الأحبة * محمداً وحزبَه
[اختيار معرفة الرجال ج1 -ص126]
وكذلك قال: (والله لو ضربونا حتى بلغونا سعفات هَجَرْ لعلمتُ أنَّنا على الحق وأنَّهم على الباطل). [بحار الأنوار ج33 – ص14]
وكان يعلم بموته حيث أخبر النبي (ص) بأنَّ عمار تقتله الفئة الباغية، والمسلمون يعلمون بهذا الحديث.
فما أحوجنا في هذا الزمان لمثل هذا الثبات !!
#مجموعة_إكسير_الحكمة