مهما تمر علينا من ظروف، علينا أن لا ننسى ما نحن فيه من نِعَم، وما سنحصل عليه منها، وما نغفل عمّا بين ثنايا البلاء من نِعم نتمسك بها لننجو.
نحن في هذا الزمن، زمن الابتعاد عن الإيمان والانشغال بالاستهلاك وارتكاب المحرمات أو الأعمال التي توجب الغفلة، لذلك نغفل عن ما لدينا من نِعَم بل ونكفر بها وننكرها ونعترض على حكمة الله تعالى بسبب عدم القناعة ومقارنة حياتنا مع غيرنا..
يحتاج الإنسان الى تربية نفسه وتربية أطفاله على القناعة وإكبار النعَم التي تحيط بنا، من أقرب نعمة الى أبعدها، فالبصر والسمع والحركة هذه نعم كبيرة، إضافة للنعم المختلفة التي تفضل بها تعالى على كل واحد منّا.
وخير ما يعيننا على إدراك نعمةٍ ما هو رؤية حال من فقدها، وأنّ شكرها مدعاةٌ لزيادتها كما ورد في نصوص كثيرة.
ومن هذه النِعم هي نعمة الطعام، والتي نستهين بالتبذير بها كثيراً، بدون أن نحسب حساباً أو نسأل أنفسنا: ماذا لو فقدتها، ماذا لو جاء يوم احتجتُ فيه إلى ربع كمية هذا الطعام الذي أفرغه في سلة المهملات.
في بيوتنا وفي المناسبات، أو في المطاعم علينا أن نتحلى بالقناعة، ونعدّ طعاماً يكفينا من دون إسراف، شرعاً لا يجوز رمي الطعام الذي يمكن الإستفادة منه ولو للحيوانات.
يقول الإمام الصادق (ع): إنّ القصد أمر يحبه الله عز وجل، وإنّ السرف يبغضه، حتى طرحك النواة فإنها تصلح لشيء، وحتى صبك فضل شرابك. [بحار الأنوار: ج ٧١ ص ٣٤٦ ].
#مجموعة_إكسير_الحكمة