فكر وثقافة

عيد مَن هذا؟

تخيل في يوم إعلان النتائج النهائية لمرحلةٍ دراسيةٍ ما، وجميع الناجحين مسرورون بدرجاتهم، وقد نالوا حصتهم من الجوائز والهدايا وأنت لا تدري ما هي نتيجتك أو كانت غير النجاح، بالتأكيد هو شعورٌ صعب.

ماذا لو كان هذا الشعور مع الله تعالى، حيث لم تنجح بالامتحان الذي وضعه لك ولم تجتز الخطوة التي لابد أن تجتازها، مثل خطوة صيام شهر رمضان التي تنتهي بجائزة كبيرة في عيد الفطر، هل فكّرت بها؟ وكيف تكون جديراً بها، ولا ترتكب ما يحرمك من فرحة النجاح هذه؟

يقول الإمام الحسن -عليه السلام-
“إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ شَهْرَ رَمَضَانَ مِضْمَارًا لِخَلْقِهِ ، يَسْتَبِقُونَ فِيهِ بِطَاعَتِهِ وَرِضْوَانِهِ ، فَسَبَقَ فِيهِ قَوْمٌ فَفَازُوا ، وَتَخَلَّفَ آخَرُونَ فَخَابُوا ، فَالْعَجَبُ كُلَّ اَلْعَجَبِ مِنَ اَلضَّاحِكِ اَللَّاعِبِ فِي اَلْيَوْمِ اَلَّذِي يُثَابُ فِيهِ اَلْمُحْسِنُونَ وَيَخْسَرُ فِيهِ اَلْمُقَصِّرُونَ، وَاَيْمُ اَللَّهِ لَوْ كُشِفَ اَلْغِطَاءُ لَشُغِلَ مُحْسِنٌ بِإِحْسَانِهِ وَمُسيءٌ بِإِسَاءَتِهِ عَنْ تَرْجِيلِ شَعْرٍ وِتْصَقِيلِ ثَوْب».[من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق، ج ١، ص ٥١١].

عُد إلى المشهد الأول وتخيل مجدداً أنّ هناك من يجهل نتيجته ولم يعمل ليكون من أهل النجاح ومع ذلك يستمر بعصيان الله في العيد بحجة أنه عيد ويريد أن يفرح فيه، وكأنه عيده الخاص وليس عيد الله تعالى.
عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام): «إنَّما هذا عيدُ من غُفِر له». [مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج16، ص 299].

كل عام وأنتم بألف خير

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى