آراء ومقالات

فصل المرجعية عن المكتب وفصل المرجعية عن أبنائها الثقات

فصل المرجعية عن المكتب
وفصل المرجعية عن أبنائها الثقات
ورسم صورة – مملوءة بالوهن والضعف – عنها .. فلا هي تدري ماذا يصدر عن مكتبها، ولا هي تقدر على نفي ما صدر منه إن كان لا يمثلها !
ولا هي تستطيع السيطرة على ما يخرج من مكتبها !
وتصوير أنّ المجتهدين والفضلاء الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم كلهم أسرى وخاضعين لمدير مكتب المرجعية !!
خطر هذه الدعاوى الشيطانية على مقام المرجعية “وليس شخص السيد السيستاني حفظه الله ” أكبر من أي تهديد آخر .. فلو سلّم بها الشباب اليوم .. يترتب عليها عدة نقاط:

أولا .. كل ما صدر من مكتب المرجعية سابقاً فهو مطعون فيه، وهذا يفتح باباً لتبعاتٍ وخيمة، فكل الفتاوى التي ارتبطت بمصالح الناس ودمائهم لم تكن من المرجعية على ضوء هذه الدعوى!

ثانياً .. كل مرجع يأتي بعد السيد السيستاني فهو متهم بهذه التهم الجاهزة ولن يثق الناس، لا بأهل الخبرة التي ترشحه ولا بما يصدر عن مكتبه، ولا بتسليم الخمس لمكتبه الذي لا يسيطر عليه ولا بأي واسطة عنه !!
بل حتى لو ظهر وتكلم بنفسه، فيقال إنه مجبور ومقسور كما يقال اليوم في الشيخ الجواهري ؟!

ثالثاً .. هذا طعن بأهم صفة للمرجعية وهي العدالة .. فالمرجع الذي يسكت على الباطل الذي يخرج من مكتبه لا عدالة له، والذي لا يقبل به ولا يستطيع التكلم فهو ليس أهلا للتصدي لأمور المسلمين!

رابعاً .. تتضمن هذه الدعوى سلب العدالة من أهل الخبرة المجتهدين العدول لأنهم يجاملون ويحابون بتشخيص المرجعية والأعلمية وبالتالي شهاداتهم زور وكذب !!

أثبتت التجاريب أنّ قوة الشيعة في التمسك بمرجعيتهم الرشيدة وطاعتهم لها واجتماعهم حولها، فلا تدَعوا الصفحات الوهمية التي يقودها المتشدّقون بالعلم الذي ليس لهم منه نصيب أن يكسروا آصرة القوة التي عجز الأعداء عن كسرها !

هذه نار ستحرق من أوقدها قبل غيره .. فكل ما يتهم به غيره منطبق عليه وراجع إليه أضعافاً مضاعفة .. فاحذروا عُمْيَِ القلوب الذين يظنون أنّ كمالهم في الانتقاص ممن هو أكمل منهم وأفضل.

– د. حسين البصري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى