دينعقائدنا

فُزتُ وربِّ الكعبة!

كلمة قالها أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما ضربه اللعين ابن ملجم، بدأها بقسمٍ وهو في نهاية حياته بالفوز من هذه الدنيا بالشهادة، لو كان رجلٌ آخر قد ضُرِب لحزن على هذه الدنيا ورحيله منها، ولكنه (ع) كان فرحاً بفوزه بالخلود في جنان النَّعيم.

ترى ما سبب فوزه؟
إنَّه الزهد في حطام هذه الدنيا مذ كان صبياً يافعاً، حتى أينع غصنه شاباً مؤمناً، حتى استوت شجرته دوحةً تنشر ظلال الإيمان والشهادة.

تعال نسمع سطراً من هذا الزهد، ونرى صورةً من هذه التقوى ونحن نسمع ضرار بن ضمرة الضبابي عند دخوله على معاوية ومسألته له عن أمير المؤمنين، قال: فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله، وهو قائمٌ في محرابه قابضٌ على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين ويقول: (يا دنيا يا دنيا إليكِ عنّي، أَبيَ تعرّضتِ، أم إليَّ تشوّقتِ: لا حان حينك، هيهات غرّي غيري، لا حاجة لي فيكِ، قد طلقتكِ ثلاثاً لا رجعة فيها، فعيشكِ قصير، وخطركِ يسير، وأملكِ حقير، آه من قلة الزاد، وطول الطريق، وبعد السفر، وعظيم المورد) [نهج البلاغة ج٤ – ص١٦]

كيف لا يقولها وهو العادل حتى مع من ضربه إذ قال لولده الإمام الحسن (ع): (يا بني أنت ولي الأمر وولي الدم، فإن عفوت فلك وإن قتلت فضربة مكان ضربة ولا تأثم) [الكافي الشريف ج١ – ص٢٩٩]

كيف لا يقولها وولادته وحياته وشهادته كلها لله تعالى؟
فكان مولده في فناء البيت، وشهادته في محراب المسجد
فكان مِصداقاً لقوله تعالى (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) فسلام عليه يوم وُلِدَ ويوم ضُرِبَ ويوم استُشهِدَ ويوم يُبْعَثُ حيا.

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى