قال الشيخ نجم الدين الطبسيّ:
« ذكر لي المحقّق السيّد محمّد مهديّ الخرسان أنه التقى بالسيّد الخوئيّ في يوم من الأيّام، وقال له: أريد أن تعطيني مبلغاً من المال بعنوان النيابة، مثلًا زيارة الإمام الحسين (ع) بالنيابة؛ حتى اشتري كفنًا من تعبي، فتأمّل السيّد الخوئيّ وقال له: إني موافق، وأما إذا كنت تريد الحقوق فأعطيك ما تريد.
فقال له: لا أريد من الحقوق شيئًا، وتمّ تدبير النيابة، واشترى السيّد الخرسان الكفن، وقال: بدأت أكتب عليه دعاء الجوشن بالزعفران بخطِّ يدي، وهذا شيء متعب ومكلف، ويحتاج إلى وقت طويل، والحمد لله أنجزته وانتهى.
وفي يوم من الأيّام كنت جالساً في البيت، فوصل الخبر لي أنّ السيّد الخوئيّ – قدس سره- قد توفي، فذهبت له وغسّلته، فطلبتْ كفنًا له، فقالوا: إنه غير موجود، فحزنت، ثمّ قلت لهم: اذهبوا واجلبوا كفني، فعلمت أنّ السيّد الخوئيّ كان يدري حينما طلبتُ منه المال أنّ هذا الكفن له».
وأتذكر أنا ـ كاتب السطور ـ حينما أُذيع خبر وفاة المرجع الأعلى السيّد الخوئيّ (قده) في التلفزيون العراقيّ، كنت أحمل السلاح في واجبٍ عسكريٍّ بباب مركز شرطة الكمارك في خانقين، فجرت دموعي حين سماع الخبر، وكنت أكتمها خوفًا من أن يراني أحد، وأعقب الخبر مجموعة من الأغاني، وهذا الأمر يدلّ على قمّة نذالتهم وخستهم، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
– الأستاذ أحمد علي الحلي