كان الجدُّ “أبو علي” يجلس في حديقة منزله الصغيرة، يتأمَّل أشجار النَّخيل التي ثبتتْ عبر السنين، كما ثبتَ هو أمام عواصف الزمن، بينما كان حفيده “احسان” البالغ من العمر خمسة عشر عامًا يلعب بهاتفه وقد ظهر له مقطع فيديو عنوانه “أيام العزّ” في عهد صدام.
اقترب احسان من جدِّه الجالس قرب النخلة وسأله بفضول:
“جدي، شفت اليوم فيديو يگول: العراق أيام صدام كان أقوى دوله بالمنطقه، والنَّاس كانت تعيش بكرامه! حتى إنو وقف ضد أمريكا!”
نظر أبو عليٍّ لحفيده نظرة حانية مليئة بالألم وگال:
“وليدي! انت تعرف معنى الكرامه الحقيقيّ؟ الكرامه مو بالطغيان، ولا برفع الشعارات الزائفة، الكرامة فطره بكل نفس ترفض الظُلَّام المعتدين المتكبّرين، واذا چان لصدام علاقه بكلمة* الكرامه* فهي بمحاولته سحق كرامة كلّ عراقي.
والقوة فلازم تتوجَّه ضدّ الأعداء مو ضد المواطنين..
يبتسم الجد ويستدرك قائلاً: صدام چان يعتبر العراق ملكه والشعب عبيده، هذا إذا چان صدام يعرف شنو وطن وشنو مواطنة.
احسان: إذن شنو سبب تمجيد الإعلام العربي بصدام، وبعضنا مصدگ؟
الجدّ: الإعلام العربي ما يهمه شصار بالعراقيين، وينطلق من منطلقات طائفية، أما سبب تصديگ بعض شبابنا بالاعلام الي يمجد بصدام فله أسباب، منها:
– تقصير إعلامنا وبالخصوص الإعلام الحكومي.
ـ عدم وجود وعي ومعرفة عند بعض الشباب.
ـ فساد الطبقة السياسية المتنفذة بحكم العراق.
فكون شبابنا ياخذون معلوماتهم من مصدر صحيح ويعرفون يحللون ويستنتجون، وميبقون يردّدون كلام يسمعوه من الإعلام البعيد عن المهنية الي يريد يبيّض وجه صدام بدواعي طائفية.
#مجموعة_إكسير_الحكمة