خرج النبي محمد (ص) من المدينة المنورة إلى حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة ومعه جمع غفير من المسلمين، لم يكن فيهم أخوه ووزيره علي بن أبي طالب الذي أرسله بمهمة.
وصل النبي إلى مكة، ثم التحق به عليٌ جائياً من اليمن. أدى المسلمون حج التمتع مع نبيهم (ص)، ثم خرجوا من مكة بمئة وعشرين ألفاً من شتى البلدان.
وصلوا إلى منطقةٍ، هي مفترق الطرق للمدينة المنورة واليمن والعراق ومصر، وتقع بين مكة والمدينة، ويقال لها “غدير خُم” ، وذلك في الثامن عشر من ذي الحجة من السنة الحادية عشر للهجرة.. نزل الوحي على الرسول يخبره بقرب أجله ويأمره بتنصيب خليفته أميراً للمؤمنين من بعده، وذلك قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ) ثم أخبره بعظمة شأن هذا الأمر فقال : (وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)، فخشي الرسول لو نصّب علياً أميراً أن يقول الناس: حابى ابن عمه، فنزل قوله تعالى: (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ). بحار الانوار 37 / 250
أمر الرسول بإيقاف أول القافلة ليلتحق به آخرُها، فتجمهر الناس ليسمعوا النبأ العظيم الذي اقتضى إيقافهم بهذه الصحاري تحت أشعة الشمس الحارقة، قام النبي بالناس خطيباً بعد أن صُنع له مرتفع من أقتاب الإبل، لا ليخبرهم بمحبته لعلي ولا بلزوم مودته وحرمة بغضه، فهو حكمٌ مجزوم، وأمرٌ معلوم، بآيات القرآن العظيم، وسنة نبيه الكريم، وإنما ليبلغهم بما لم يحيطوا به علما، وهو تنصيب عليٍّ أميراً للمؤمنين في هذا اليوم، له كل ما للرسول من الولاية وحق الطاعة، في أمور الدين والدنيا، فقال : « مَن كنتُ مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللّهم والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصُرْ من نصرَه، واخذُلْ مَن خذلَه، وأَدِرْ الحقَّ معهُ حيثُ دار ». (متواتر عند الفريقَين)
فسمع المسلمون كلام نبيهم ووعوه، فأمرهم بمبايعته بإمرة المؤمنين، ففعلوا، ثم هنّأوه، حتى قال قائلهم كما ذكرت الكثير من المصادر : بَخٍ بَخٍ لك يا علي أصبحتَ مولاي ومولى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة !!
#مجموعة_إكسير_الحكمة