دينعقائدنا

قصة الفضيلة الكونية

كأنَّ الزمان لا يكتفي من فضائل أمير المؤمنين عليٍّ (ع) حتى يجود بأيامه ليخلّد ذكرى له هنا وذكرى هناك، بل كلُّ الكون لا يكتفي وتتسابق موجوداتُهُ لتسجلَ لعليٍّ (ع) فضائله، وتتفاخر بأنْ يكون اسمها مقروناً باسمه.

كانت الشمس إحدى هذه الموجودات، بينما كانت كلُّ الكواكب تدور حولها، اختارت هي أنْ تدور حول علي بن أبي طالب!
وليس بغريبٍ ذلك، فقد سخَّر الله الجبال للنّبيِّ داوود، والرّياح للنّبيِّ سليمان، فلا عجب أنْ سخّر الشمس لنفس رسول الله (ص) ووصيِّه، كما سُخرتْ من قبل لوصي موسى، يوشع بن نون.

في منطقة كراع الغميم، حيث رسول الله (ص) والإمام عليٍّ (ع) يتناجيانِ، وفي تلك الأثناء نزل الوحيُ على الرسول (ص)، وغُشي عليه فأسنده أمير المؤمنين إلى صدره وكان الإمام لم يصلّ العصر بعد.

وعندما استيقظ النبيُّ الأكرم وعلم أنَّ الإمام لم يصلِّ العصر.
قال: أفاتتك صلاة العصر؟
قال له الإمام: لم أستطع أنْ أصليها قائماً لمكانك يا رسول الله، والحال التي كنت عليها في استماع الوحي.
فقال له: ادع الله ليردَّ عليك الشمس حتى تصليها قائماً في وقتها كما فاتتك، فإنَّ الله يجيبك لطاعتك الله ورسوله.
فسأل أمير المؤمنين (ع) الله عزَّ اسمه ردَّ الشمس، فرُدَّت عليه حتى صارت في موضعها من السماء وقت العصر، فصلى أمير المؤمنين (عً) صلاة العصر في وقتها، ثم غربت.
فقالت أسماء: أَمَ والله، لقد سمعنا لها عند غروبها صريراً كصرير المنشار في الخشبة.
[الإرشاد، للشيخ المفيد، ج١/ ص 346، المناقب لابن شهر آشوب: ٢/ 144].

وروي عن الإمام عليٍّ(ع) أنَّه قال : «إنّ الله تبارك وتعالى ردّ عليَّ الشمس مرّتين، ولم يردّها على أحدٍ من أُمّة محمّد (صلى الله عليه وآله) غيري». [الخصال: 58].

وقال الشيخ المفيد(قدس سره) في الإرشاد: «وممّا أظهره الله تعالى من الأعلام الباهرة على يد أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالبٍ (ع) ما استفاضت به الأخبار، ورواه علماء السير والآثار، ونظمت فيه الشعراء الأشعار: رجوع الشمس له (ع) مرّتين، في حياة النبيّ (ص) مرّة، وبعد وفاته أُخرى».

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى