دينعقائدنا

كلامٌ مهم حول تاريخ ولادتها (عليها السلام)!!

لقد زعم فريقٌ كبيرٌ من مؤرخيّ أبناء العامَّة أنّ ولادة السيدة الزهراء (ع) كانت قبل بعثة النبيّ صلى الله عليه وآله، وهو زعم مخالِفٌ لقول أئمة أهل البيت عليهم السلام !!

وقد تسأل: هل تاريخ ولادتها مهمٌ إلى هذه الدرجة بحيث يشكلُ القول بولادتها بعد البعثة أو قبلها فرقاناً بين حقٍ وباطل، ميزاناً بين استقامة وضلال؟ وانعطافةً مهمةً في مسيرة البحث التاريخي؟
والجواب: نعم ، ولهذا جهدت يراعة الأمويين أن تثبت أنّ تاريخ ولادتها كان قبل البعثة.

هذا الاختلاف في التاريخ هو الذي أوجب اختلافهم في عمرها يوم وفاتها، فها هو ابنُ عبد البر يذكر ذلك في الاستبعاب قائلاً: (واختلف في سنّها وقت وفاتها، فذكر الزبير بن بكار أنّ عبد الله بن الحسن بن الحسن دخل على هشام بن عبد الملك وعنده الكلبيّ، فقال هشام لعبد الله بن الحسن: يا أبا محمد، كم بلغت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من السنّ؟ فقال: ثلاثين سنة، فقال هشام للكلبيِّ: كم بلغت من السنّ؟ فقال: خمساً وثلاثين سنة). [الاستيعاب 4/452]

ترى ما هو السرُّ الدفين في إصرارهم على إثبات أنّ وفاتها كانت في الثلاثين أو الخامسة والثلاثين كما عن الاستيعاب بعد أن غيَّروا في تاريخ ولادتها؟
ولِمَ لَم يشيروا ولو بنحو (القيل) الذي يدلُ على التضعيف إلى أنَّ وفاتها كان في الثامنة عشرة من عمرها الشريف، بناءً على أنّ ولادتها كانت بعد البعثة بخمس سنين وهو القول المروي عن الشيعة؟

من المعلوم أنّ وفاة شابَّة دون العشرين من العمر، لم يذكر المؤرخون أنها أُصيبت بمرض، أو ألمَّت بها وعكة، من دون سببٍ خارجي، أو مؤثر يقضي بالموت على روحها الطاهرة أمرٌ يُثير الاستغراب حقاً، ويدعو العقلاء إلى التساؤل: تُرى لماذا تذبلُ هذه الوردة الفوَّاحة في ربيع العمر؟ ويغرب هذا البدرُ المنير على أفق المنون؟

ولقد أثار مثل هذا التساؤل العقاد في كتابه [فاطمة الزهراء والفاطميون/الموسوعة الإسلامية مج4/50] فقال: (ولم يكن بالزهراء من سقم كامن يعرف من وصفة فإنّ العرب لو صافون وإن كان حولها من آل بيتها لمن أقدر العرب على وصف صحة والسقم فما وقفنا من كلامهم وهم يصفونها في أحوال شكواها على شيء يشبه أغراض الأمراض التي تذهب بالناس في مقتبل الشباب وكل ما يتبين من كلامهم : أنة الجهد والضعف والحزن، وربما اجتمع إليها أعباء الولادة في غير موعدها إن صح أنها أسقطت محسنا بعد وفاة الرسول (ص) كما جاء في بعض الأخبار).

نقول له صحَّ باعتراف القوم أنفسهم إسقاط المحسن عليه السلام !!
إذن، كان سببُ وفاتها في ريعان شبابها، هجوم جماعة الانقلاب عليها وعلى دارها، فغادرت هذه الحوراء الإنسية عالم الإمكان هذا إلى ذلك العالم النوراني الذي خرجت منه أول مرة تفاحة بيد المصطفى صلى الله عليه وآله، لتعود بعد ذلك شهيدةً تشكو لمولاها ما ألمَّ بها منهم.

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى