فكر وثقافة

كلمة مهمة لسماحة السيد علاء الدين الحكيم (دامت بركاته) :

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين…

((نحن أمة الماضي والمستقبل))

أنا الآن في طريقي إلى بيت الله الحرام
قاصداً وداعه للعودة إلى ديارنا وأهالينا.

وأنا في الطريق تداعت الصور أمامي
وراجعت ذاكرتي والدموع تملأ عيوني

حيث عادت الذاكرة إلى ما في هذا المكان المقدس من ذكريات مؤلمة وحزينة.

حيث خرج الحسين وأهل بيته من الحرم
حفاظاً على كرامته، ويعلم الله ماذا كان عليه حال بعض محبيه من قلق وحزن على ما سيجري عليه وعلى من معه.

وبالفعل كانت المخاوف في محلها فقد جرى القضاء وحلت الفاجعة العظمى.

ورجع الإمام السجاد (عليه السلام) بالسبايا إلى المدينة، ويعلم الله ماذا رأى من شماتة وحقد من قريش.

ويكفي ما نقله المؤرخون من سؤال محمد بن طلحة له(ع) :
من المنتصر؟
وقد أجاب (عليه السلام) :
(إذا حضرت الصلاة أذن وأقم
تعرف المنتصر).

نحن في خضم هذه الأحداث نحسُّ بخطورة الأوضاع التي تخيم على كل مكان يتواجد فيه شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، فالقلق والتخوف من نتائج هذه الأزمة يهيمن على قلوب الكثير من المؤمنين.

ولكن يشهد الله نقولها بصدق:
إنّ حركة الأحداث منذ بدء الإسلام ومروراً بما جرى أيام انتشاره بحضور سيد الأنبياء (ص) وما جرى بعد وفاته، وابتداء مرحلة الاستضعاف لدعوة الحق وقلة أهلها، وإلى يومنا هذا
نجد أنّ هذه الدعوة هي الدعوة الوحيدة التي تنمو وتقوى، وفي كل الأزمات تتخطى كل محنة، وهي أقوى وأكثر رسوخاً.
ولو كانت الفرصة مهيأة لذكرتُ مئات الشواهد وعددت الكثير من الأزمات التي تخطاها أتباع آل محمد (صلوات الله عليهم) وتجاوزوها وهم أكثر قوة وستستمر هذه المحن إلى أن يرث الله الأرض ويرفع ولي الله راية الحق وينشرها في أرجاء المعمورة، ويكون ذلك تطبيقاً لقوله تعالى
(والعاقبة للتقوى).
ومن خلال حركة هذه الأحداث منذ بدايتها وإلى الآن، يتضح لنا أننا الأمة الوحيدة التي تستظل برحمة الله ورضوانه.
نسأل الله العصمة والسداد والعافية وحسن الخاتمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى