التفقَّه في الدّين أمرٌ واجبٌ على الجميع؛ لأنَّه يُحدّد مصير الإنسان في الآخرة فضلاً عن الدُّنيا.
وأول خطوات التفقّه في الدّين معرفة أصول الدّين من التوحيد والعدل، والنبوَّة والإمامة، والمعاد، ولا يلزم معرفة هذه الأمور تفصيلاً وإن كان يَحسُنُ ذلك.
ويكفي في ذلك مجرَّد التأمّل في خلق السموات والأرض “الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” [ آل عمران 191]
ثمَّ – بعد معرفة أن للكون خالقاً وأنَّه لا يجور في حكمه، وقد أرسل أنبياء ورسلاً، ونصَّب حُجَجاً وأئمَّة ليوضحوا أحكامه ويُبيّنوا سُنَنه، وأنَّ له تعالى في كلِّ واقعةٍ حكماً، وجعل يوماً يعود إليه النَّاس ليُحاسبهم على أعمالهم – عليه أن يتفقَّه في دينه بمعرفة أحكام الحلال والحرام، وذلك عن طريق قراءة الرسالة العمليَّة لمرجع تقليده الذي يُفترض قلَّده بعد انطباق الشروط عليه من الأعلميَّة والحياة والضبط والذكورة وكونه مؤمناً اثني عشرياً.
وبعض هذه الشروط – كالأعلمية – يقررها أهل الخبرة الموثوقون.
والرسالة العملية ليست وليدة اليوم، فقد كتبها الشيخ الطوسيّ منذ ألف عامٍ حين ألَّف “النَّهاية”.
واليوم الكتاب المشهور للفتوى “منهاج الصالحين” للسيد السيستاني (دام ظلُّه) وهو قسمان: العبادات والمعاملات، وقد تكون عبارة المنهاج غير مفهومة عند البعض فهناك رسالة علمية سلسة العبارة وهي الفتاوى الميسرة طبقاً لفتاوى السيد السيستاني.
وإذا لم تفهم المسألة الفقهيَّة فبإمكانك سؤال الفقيه نفسه عن معنى كلامه إن تيسَّر ذلك، أو مكتب استفتاءاته، أو أي طالب علم موثوق.
وطلبة العلم الموثوقون كثيرون ولله الحمد، تعرفهم من خلال تحصيلهم العلميّ حيث تراه دائم الدَّرس والتدريس، كثير المطالعة والتأمّل وبمعنىً مختصر “تراه محصّلا مشتغلا”
علاوةً على كونه ورعاً تقياً تعرف ذلك من سلوكه وتصرّفاته الملازمة له.
#مجموعة_إكسير_الحكمة