أجوبة الشبهاتدين

كيف تساهم نهضة الإمام الحسين (ع) في معالجة الانحرافات المعاصرة؟

وردنا سؤال مهم من حساب (اللجين الياسريّ) عن كيفية مساهمة النهضة الحسينيَّة في معالجة الانحرافات المعاصرة، ويمكننا تناول بعض الأحداث في واقعة الطف ومعرفة موقف الإمام الحسين وأهل بيته من خلالها ومقارنتها بعددٍ من القضايا المعاصرة.

1- التهاون في الحشمة والحجاب:
نرى أنَّ من أفجع المصائب التي عبّر عنها أهل البيت (ع) هي قضية السبي والتركيز على أنَّ السيدة زينب (ع) خصوصاً، وبنات الرسالة لم يُرَ لهنَّ ظلٌّ قبل فاجعة الطف، فصِرْنَ بعد الفاجعة سبايا بيد أكثر خلق الله شراً، ومع كل هذه المصائب والتحديات حافظنَ على حجابهنّ وحشمتهنّ، بل كان الحجاب شغلهنّ الشاغل، وهذا يقتضي أن تحافظ المرأة التي توالي أهل البيت (ع) على حجابها وحشمتها.

2- الاختلاط المحرّم:
من أعقد مشاكل عصرنا الاختلاط غير المشروع ومزاحمة النساء للرجال من غير حشمة، وللأسف نرى الكثير من النساء يدخلنَ ميادينَ مختلطةً من غير ضرورةٍ ملحّةٍ، بل لرغبةٍ في تلبية احتياجاتٍ موهومةٍ مثل تحقيق الذات وغيرها من المبرّرات الخادعة، لكن عندما ننظر إلى مشهد واقعة الطف نجد أنّ أهل البيت (ع) قد عدّوا أسر نسائهم من قبل الأعداء وبروزهنّ أمام الرجال من أعظم المصائب التي حدثت رغم محافظتهنّ على الحجاب والحشمة.

3- التهاون في الصلاة:
نرى أنَّ الإمام الحسين قد دعا (لأبي ثمامة الصائدي) بأن يكون من المصلين الذاكرين؛ لأنَّه قد ذكر وقت الصلاة وسط المعركة، وقد صلّى سيد الشهداء بأهل بيته وصحبه وسط تلك المعركة، وهذا إن دلَّ على شيءٍ فإنَّما يدلُّ على عظم أهمية أداء الصلاة في وقتها وعدم تقديم أيّ أمرٍ عليها، وقد ورد عن الإمام الحسين (ع)  أنَّه قال ( امتحنوا شيعتنا عند مواقيت الصلاة، كيف محافظتهم عليها) [وسائل الشيعة ٤/١١٢]؛ لذا لنراجع أنفسنا ونقيّمها على أساس اختبار الالتزام بأداء الصلاة أولاً، وبوقتها المقرر ثانياً.

4- ضعف الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر:
إذا لاحظنا إعلان الإمام الحسين (ع) للنهضة الحسينيَّة، فقد الأساس فيه هو (الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر) وهو ما ذكره سيد الشهداء بنفسه (اُريد أنْ آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر)، وللأسف نرى تهاوناً واضحاً من قبل المجتمع في أداء هذه الفريضة التي تحفظ الحق وتحجّم الباطل.

5 – انحسار الغيرة على الأعراض عند كثيرٍ من الناس:
فإنّ من أروع مشاهد الطف التي نُقلت لنا: الغَيرة على النساء، حتى أنّ الإمام الحسين (ع) ترك شرب الماء بعد تمكنه منه، وقد كان بحالة لا توصف من العطش، بعد أن سمع لعيناً من جيش بني أمية ينادي: يا حسين أتشرب الماء وقد هُتكت خيامُك؟! رمى الإمام الحسين (ع) الماء من يده وأقبل على مخيّمه غيرةً منه على نسائه وصوناً لهنّ من أن يراهنّ الرجال وهو حيّ!
ومن المؤسف أن نرى هذه الأيام انعدام الغيرة من قبل بعض الرجال على نسائهم، حيث سمحوا بأن تظهر النساء أمام الرجال وهنّ بارزات لزينتهنّ ومفاتنهنّ في الأسواق أو في بيئة العمل أو الدراسة، أو في الإعلام ومواقع التواصل، بل إنّ بعضهم يتباهى بزوجته أو ابنته وهي متزينةً أمام الرجال، بل سمعنا عن رجال لا يقبلون أن تخرج نساؤهم من البيت إلا بعد وضع الزينة والمكياج، والحديث عن هذا الموضوع مؤلم ومحزن جداً.

6. ولاية الظالمين:
نرى الكثير من الناس يوالون الظالمين ويدافعون عنهم، ويستميتون في التبرير لما يرتكبونه من مظالم بحق الناس، بينما الإمام الحسين (ع)، وجميع أهل البيت لم يوالوا الظالمين ولم يركنوا إليهم، وإنما قاطعوهم – إلا فيما تقتضيه التقية – ولم يبرروا لهم أفعالهم، بل بالعكس من ذلك، كانوا يبينون للناس انحرافاتهم وفسادهم كلّما وجدوا لذلك مجالاً.

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى