أجوبة الشبهاتدين

كيف تعرف أنَّ الله تعالى يحبُّك؟

نعيش اليوم في زمنٍ تختلط فيه الطَّاعة بالمعصية، نتقدّم خطوةً ونرجع أخرى، نقع ثم نحاول النهوض من جديد، ووسط هذا المدّ والجزر، يلحّ على القلب سؤال: هل ما زال الله تعالى يحبّني؟

الجواب تجده واضحًا في كتاب الله تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222].

فحبّ الله تعالى ليس بعيدًا عن التائبين، بل هو مكافأةٌ لهم، وللمتطهّرين يقول الإمام الصادق (ع):
“إنّ الله عزّ وجلّ أعطى التائبين ثلاث خصال، لو أعطى واحدة منها جميع أهل السماوات والأرض لنجوا بها، قوله عزّ وجل: ﴿إنّ الله يحبّ التوّابين ويحبّ المتطهّرين﴾، فمن أحبّه الله لم يعذّبه…” [بحار الأنوار: 36/32].

علامات حبّ الله تعالى للعبد:
حبّ الله لعباده له دلائل وعلامات، يقول الإمام الصادق (ع): (إذا أحبّ الله عبدًا ألهمه الطاعة، وألزمه القناعة، وفقّهه في الدين، وقوّاه باليقين…) [مستدرك الوسائل: 13/36].

وروي عن الإمام الباقر (ع) أنَّه قال: (إذا أردتَ أنْ تعلم أنَّ فيك خيراً فانظر إلى قلبك، فإنْ كان يُحِبُّ أهل طاعة الله وَيُبْغِضُ أهل معصيته ففيك خَيْرٌ والله يُحِبُّكَ، وإن كان يُبغضُ أهل طاعة الله وَيُحِبُّ أهل معصيته فليس فيك خَيْرٌ والله يُبْغِضُكَ، وَالْمَرْءُ مع من أَحَبَّ).
الكافي الشريف ج2 – ص126

ماذا عن الابتلاء؟
قد يتساءل المؤمن: إذا كان الله يحبّني، فلماذا يبتليني؟

الجواب: إنّ الابتلاء قد يكون رحمةً وتكفيرًا، قال الإمام الصادق (ع): (إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا فأذنب ذنبًا تبعه بنقمة، ويذكّره الاستغفار…) [علل الشرائع: 2/561].

وقد يكون ارتقاءً في المقامات، (إنّما المؤمن بمنزلة كفّة الميزان، كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه) [الكافي، 2/254].

وورد عن أمير المؤمنين (ع): (إنّ البلاء للظالم أدب، وللمؤمن امتحان، وللأنبياء درجة، وللأولياء كرامة) [مستدرك الوسائل: 2/438].

الطريق إلى محبّة الله تعالى:
إذن فما علينا سوى الإصرار على مراقبة أنفسنا ومحاسبتها، والمواظبة على أداء الواجبات، والابتعاد عن المحرّمات؛ لأنّ ذلك هو الطريق إلى الفوز برضا الله، ومحبّته، وجنانه.

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى