استراتيجيات التسلّق!
كيف يتسلّق المنحرفون الدينَ لتحقيق مصالحهم؟!
على مرّ التاريخ، لم يكن استغلال الدين لتحقيق أهدافٍ شخصيَّةٍ ظاهرةً جديدة، بل هو سلوكٌ قديمٌ يتجدّد بأشكالٍ وأساليب مختلفة، الدين في جوهره دعوة للإصلاح والتقوى والصدق، لكنَّه في أيدي بعض المنحرفين يتحوّل إلى أداةٍ للصعود الاجتماعيّ والسياسيّ أو لجمع المال والنفوذ، عبر هذه النقاط:
أولاً: التلاعب بالخطاب الدينيّ
من أبرز استراتيجيات المتسلّقين استخدام الخطاب الدينيّ بطريقةٍ انتقائيَّةٍ، حيث يتم التركيز على نصوصٍ أو مفاهيم تخدم مصالحهم الشخصية، ويتم تجاهل المفاهيم الأخرى التي تُكمّل الصورة وتعطي المفهوم التام والصحيح.
ثانياً: بناء الهالة الدينيَّة المصطنعة
هؤلاء يحرصون على تقديم أنفسهم “حماة الدين”، بينما يتجنّبون المساءلة أو النقد، زاعمين أنَّ أيّ معارضة لهم هي معارضة للدين ذاته، وهذا ما تجده جليَّاً في سلوك “المتمرجعين” مثلاً، فأيُّ كلامٍ في حقيقة اجتهادهم يجعلون من القائل شخصاً هدَّاما يطعن في رموز المذهب، ويُريد تفرقة كلمة الشيعة ونحو ذلك من أمورٍ سخيفة لا حقيقة لها، فهم يستغلّون عدم قدرة الناس على التمييز بين الفقيه الحقيقيّ والمتسلّق المتنكّر بثوب الدين.
ثالثاً: التحالف مع السلطة أو رأس المال
فإنّ بعض المنحرفين يتّخذون من الدين جسراً للوصول إلى مواقع النفوذ، ولتوفير الغطاء الشرعيّ لتصرّفات سياسيَّة أو اقتصاديَّة مشبوهة. وهكذا يتحوّل الدين إلى وسيلةٍ لا غاية.
إنَّ التسلق باسم الدين يسيء إلى صورة الدين أولاً، ويزعزع ثقة الناس برموزه ثانياً، ويفتح الباب للفتن والانقسامات؛ ولهذا فإنَّ وعي المجتمع، والتفريق بين الصادق والمتسلّق، مسؤوليَّة جماعيَّة يجب أن تُؤخذ بجدّية، حمايةً للدين من التشويه، وصوناً للمجتمع من الخداع.
#مجموعة_إكسير_الحكمة